الشيخ..)رجل في الخمسين من العمر،قصير القامة،منتفخ البطن،غزى راسه الصلح فاحتل المنطقة الأمامية راسما كورة دائرية كبيرة ..يخفي عيناه الواسعتان خلف نظارة سوداء.
جاء ( الشيخ)الى قبل سنوات وفتح متجرا صغيرا مساحته 4/4متر لبيع المواد الغذائية،وبعد فترة قصيرة،فتح في المحل محظرة لتدريس القرءان،وتوافد اليه الاطفال من الحي،وما لبث ان علق على المتجر لافتة اعلن فيها ان في المحل موثق عرفي،وتوزع الشيخ بين اعماله التي يمارسها في المتجر الصغيرالي كتب على جداره بخط متكسر عريض: محظرة،مكتب للتوثيق والسمسرة..
وصار التلاميذ يجتمعون في اوقات الدرس امام المتجر،ترتف ع اصواتهم تنخفض،فيما ينشغل البعض الآخر في الشجار والتنكت على صلعة الشيخ ،ويخرج عليهم الشيخ بسوطه الطويل العريض،ويضرب من يحلو له ضر به،ويشتم ويصرخ،ثم يعود الى زبنائه داخل المتجر.
أخيرا وجد الشيخ ان السمسرة في العقار تعود بالنفع،فعلق لافتة يعلن فيها انه يمارس السمسرة في العقارات وعلى من لديه الرغبة في بيع عقار اوتأجير منزل ان يودع رقمه لديه،وهو سيوفر الزبون.
زاد العمل الأخير انشغال الشيخ مما ارغمه على إقدام زوجته من القرية وينصبها نظيرة على محظرة القرءان ومساعدة له في البيع في المحل..خاصة انه اصبح يتغيب في مهام تتعلق بالسمسرة
لم زوجته اكثر حظا منه في التعليم فهي امية مثلها مثل الاطفال في المحظرة الذين لم يفقهوا شيئا..رغم السنوات التي قضوها في محظرة الشيخ.
احد آباء التلاميذ في محظرة الشيخ من الذين درسوا فيها اكثر من خمس سنوات ذهب بابنه الذي تجاوز سن التمدرس ليسجله في مدرسة الحي..لكن تفاجأ بان ابنه لا يميز بين حرف الألف وحرف الياء..وليس لديه أي مستوى يخوله لدخول المدرسة.. وغضب الوالد الذي كان يصرف خمسة آلاف اوقية قديمة للشيخ في بداية كل شهر.
وبعد فترة قصيرة اقتادت الشرطة الشيخ من متجره، وكشف التحقيق انه وثق اكثر من عقد لقطع ارضية لاوجود لها،باوراق مزورة..وانه شارك شبكة واسعة تنشط في تزوير الرخص ..وزار زوجة الشيخ وفد كبير من ابناء عمومته،نجح في التدخل إخراج زوجها الشيخ بحرية مشروطة من قضية تحايل وتزوير رخص مزورة،ضحايا يعدون بالعشرات.
وعاد الشيخ الى متجره،الذي يضم محظرة،ومكتب توثيق،والسمسرة في الحي...