الحوادث- كان الوقت مساء يوم ١٥ من شهر رمضان ٢٠٠١م..والمكان حي قصي من مقاطعة الرياض..عندما ضج منزل(م)بالصراخ والبكاء، وضج المكان بالحسرة والأنين..لقد عثرت والدة على جثة ابنها معلقة في بيته،و زوجته خارج المنزل في طلب بعض مسلزمات الغذاء. ..
لقد تفاجأت الوالدة عندما كانت تتفقد الغرفة بحثا عن بعض الأغراض في المنزل..كانت لحظات شديدة عليها فقد سقطت من طول قامتها مغشيا عليها ..وحملت على أثر ذلك الى المستشفى حيث تم وضعها في العناية المركزة..
هرعت الشرطة الى عين المكان بعد البلاغ مباشرة في انتظار معاينة الوكيل الذي حضر بعد وقت قصير رفقة ضباط من الشرطة ورفقة من وكالة الجمهورية..وقف الوكيل والضباط على جسم ممدد في غرفة صغيرة اربعة امتار في اربعة ..تحقق الجميع من المكان،والطريقة التي استخدمها الضحية لتعليق نفسه..قنينة غاز نصف..قطعة قماش من"احمد الحمدي"..علبة سجائر من "وستون"فارغة....رزم من الأعشاب متناثرة على الأرض..وقنينة من عطر أودوروش..وقنينة مياه سعة لتر تحتوي على سائل نتن..
امر الوكيل على الفور برفع الجثة وتسليمها الى أهلها لدفنها..وخرج الجميع من الغرفة ،في جولة استجواب بين افراد الأسرة.
سألوا عن الام وأخبروا انها نقلت الى المستشفى في غيبوبة..ثم الزوجة التي اخبرتهم انها كانت غائبة،وأن الحدث وقع بعدها....وزادت: لقد كان يعاني من بعض الإضطراب الخفيف..لكن لم يكن لديه التفكير في مثل هذا العمل..تركته قبل الذهاب الى السوق وقد استيقظ،وفي حالة صحية جيدة،ويتجهز للذهاب الى ورشة الميكانيك التي يعمل ميكانيكيا فيها في الميناء.
الوكيل..
-هل يستعمل المنشطات،المخدرات،الكحول
الزوجة..
-انه بريئ من ما يذهب العقل..فهو شاب سليم ..
الوكيل..
-كيف دخلت هذه الاشياء الى البيت(حبوب ممنوعة،سائل مسكر محلي"سمسم"..عطر"أودوروش"
الزوجة..
-لا ادري زوجي ليست له علاقة بهذه الأشياء..لابد ان احدا يريد ان يشوه سمعة زوجي..وتصرخ،وتدخل في دوامة من العويل والصراخ،ونتف شعر الراس..
ينسحب الوكيل والضباط ويتركون المكان للجمهور المتدافع في المكان وعند باب المنزل عجز افرد من الشرطة كبحه..
حضر جمع من ذوي المنتحر ودخلوا الى حيث توجد جثته ورفعوه في متكأ ووضعوه في صندوق رباعية وتركوا المكان يعج بالمولولين والناىحين ..
وفي غرفة الغسل بأحد مساجد الخير وبينما كان الغسالة يمددونه،عثر احد اقاربه على قصاصة ورق صغيرة عالقة بين أصابع إحدى يديه كتب فيها الجملة السالفة ..لم يتردد القريب في إخفائها في جيبه بسرعة قبل ان يتنبه من معه اليه..
رجع الجميع من الصلاة والدفن في مقبرة الرياض..وعاد القريب الذي عثر على الورقة شاردا في معنى الكلمات القليلة التي كتب قريبه،والتي يبدو انه كان قد كتبها لزوجته..واغتنم فرصة هدوء الليل وصمت المكان،وتسلل الى زوجة قريبه التي كانت هي الأخرى مستيقظة،تتربص بها اشباح الليل،والصمت وفقد الزوج..اقترب القريب من الزوجة،وارسل يده إليها وفيها القصاصة الصغيرة..
خذي هذه عثرت عليهاعالقة في اصابع زوجك..يبدو انه كتبها قبل ان يقدم على ما اقدم عليه إليك.
نظرت المسكينة بحسرة ..واشتد عليها الحزن اكثر .
-.لقد كان يعاني طيلة سنوات زواجنا من مشكل عدم الإنجاب..وزار اكثر من طبيب،وحكيم..وكانوا يوهمونه انهم بأمكانهم شفاءه..وقبل شهور ذهبنا الى اخصائي،وعاين كل منا على حدة..وكشف ان المرض فيه،وان علاجه مستحيل..لم يعط للموضوع اهتماما..ولم يشعرني انه متأثر من وضعيته التي اكد الطبيب ان لا علاج لها..
ولكن..قبل ليال لاحظت انه استيقط في وقت متأخر وخرج الغرفة..تسللت وراءه الى حيث جلس..سمعته يتنهد تنهد المتأثر..واقتربت منه وربت على منكبه،وخففت عليه بأن الموضوع بسيط وعلينا ان نترك لله التصرف فيه.....
من مذكرات شرطي سابق..