الحوادث-صدق أولا تصدق أن عشرات الأسر تعتاش على ماتجمعه من فضلات أطعمة الأغنياء المرمية في القمامة..!؟لن يكون تناول موضوع الحالة الغريبة التي وصل إليها المواطن في الأحياء الفقير من هشاشة دفعت به الى تتبع المواطن التي يرمي فيها فضلات أطعمته وجمعها ليعود بها الي اسرته فيلتقفها أفرادها مسرورين فرحين رغم الرائحة النتنة المنبعثة،وشوائب القمامة العالقة بها..وهذا يدفع الى التساؤل عن ماهي النتيجة التي قد تقود اليها هذه الحالة ..إذا ظل حال الفقير يزداد سوءا ..والغني يزداد غنا..!؟
وهل سيأتي يوما وينزل الرئيس ولد الغزواني كما نزل على جسر بامكو يتفقد مواطن القمامة في الأحياء الغنية(تفرغ زينه) ويشاهد بأم عينيه تدافع هؤلاء المحرومين يتدافعون على فضلات الأطعمة غير عابئين بالروائح النتنة المبعثة منها ..بل في أنوفهم كرائهة الشواء الشهي الذي لم يتذوقوه..!؟
صورة حية من الواقع..
عبد الله رجل طاعن في السن،يسكن في قطعة أرض لقريب له كان قد اخذها منه عرية الى ان يحصل على مكان خاص به- قبل ان تحرمة لادي من توزيع كزرة الشباب،وتطرده من مكانه الذي توطنه أكثر من ثلاثة عشر سنة- بنى فيها عريشا،وكنيفا،ومطبخا صغيرا اعده من الخشب والزنك يقع في طرف قصي من أحياء ترحيل "أبوظبي" بمقاطعة الميناء ،يعيل على أسرة تتكون من زوجته وأطفاله الثمانية،أكبرهم في الخامسة عشرة من العمر،وأصغرهم عمره سنتان.
كان يعمل سائق شاحنة قبل أن يتعرض لوعكة صحية منعه الطبيب إثرها من قيادة المركبات ذات الثقل الكبير..ثم عمل سائق عربة لبيع الماء في الأحياء ،وتجدد فيه الألم بالعطب وكرر عليه الطبيب عدم ممارسة اي عمل عضلي ..قضى فترة مريضا طريح الفراش حتى ساء وضعه،وتعقدت حياة عيش اسرته التي كانت تعتمد على ما يوفره لها من عمله .
اكتشف عبد الله خلال يوم كان في زيارة لأحد اقاربه في تفرغ زينه بغرض المساعدة وجود بعض الأطعمة الذيذة مرمية في أماكن معهودة للقمامة، سال لعابه ولم يتردد فقام بجمعها وحملها الى أسرته التي استقبلت ما حمله إليها من اطعمة مختلف الوانها وطعمها بفرح وسعادة.
لم يتأسف المسكين على ما استقبله به قريبه من غلق الباب في وجهه وامره لحارس المنزل بطرده..لأن فضلاة الأطعمة التي عثر عليها في مواطن القمامة بعثت الإبتسامة والفرحة بين أبنائه الذين التهموها وناموا سعداء.
ومنذ ذلك اليوم وعبد الله يخرج من منزله باكرا في رحلة مكوكية بين مواطن القمامة في أحياء الأغنياء بتفرغ زينه ليعود مساء وعلى أكتافه مالذ وطاب من الغذاء الذي جمعه من القمامة.
لايعبأ المواطن الضعيف الذي أنهك الكد جسمه،وارهقه التفكير في مصير أبنائه الذين لم يستطع ان يؤمن لهم أجر مدرس محظرة تعلمهم..مما اضطر الكبير منهم الى العمل سائق عربة لبيع الماء في الحي..وينتظر الآخرين مستقبلا أكثر تعقيدا من الكبير بسبب ظروف المسكين المتردية..وغياب الرقيب..!؟