ركود في اسواق نواكشوط خلال فترة عيد مولد النبوي

اثنين, 09/16/2024 - 11:31

الحوادث- تشهد الأسواق في العاصمة نواكشوط ركودًا ملحوظًا، خاصة في أسواق الملابس التي كانت عادة ما تشهد ازدهارًا في مثل هذه الفترات المواكبة للأعياد والمناسبات الدينية. ويعود هذا الركود إلى مجموعة من العوامل المتشابكة التي أثرت سلبًا على حركة السوق، ومنها:

1. هجرة المواطنين إلى الأرياف والقرى لقضاء عطلة الخريف:
تزامن عيد المولد النبوي مع فترة عطلة الخريف، التي غالبًا ما تشهد هجرة كبيرة لسكان المدن إلى الأرياف والقرى. يُفضل الكثير من المواطنين العودة إلى مناطقهم الريفية في هذه الفترة لعدة أسباب، منها الرغبة في قضاء الوقت مع العائلة والاستفادة من الجو الطبيعي والتقاليد الزراعية السائدة في الأرياف. هذه الهجرة المؤقتة تقلل من الطلب في الأسواق المحلية داخل المدن الكبرى، بما في ذلك نواكشوط، حيث يغيب عن المدينة جزء كبير من سكانها المعتادين على الشراء.

2. تزامن العيد مع منتصف الشهر:
حلول العيد في منتصف الشهر يمثل تحديًا اقتصاديًا للكثير من الأسر، حيث تكون الموارد المالية قد استُنزفت إلى حد كبير بسبب المصاريف الشهرية المعتادة مثل الإيجار، الفواتير، والمستلزمات الأساسية. ونتيجة لذلك، يقل اهتمام المواطنين بالتسوق وشراء الملابس أو السلع الثانوية، مقارنة بما كان عليه الوضع لو جاء العيد في بداية أو نهاية الشهر، حيث تكون القدرة الشرائية للمواطنين أعلى.

3. ضعف اهتمام المواطن بالاحتفال بالعيد:
عيد المولد النبوي، على الرغم من أهميته الدينية، لا يتم الاحتفاء به بنفس القوة التي تحتفى بها الأعياد الأخرى مثل عيد الفطر أو عيد الأضحى. هذا الضعف النسبي في الاهتمام يجعل الطلب على الملابس والسلع المرتبطة بالاحتفالات أقل بكثير مقارنة بفترات الأعياد الكبرى. البعض يعتبر هذه المناسبة فرصة للاحتفال الروحي والعائلي أكثر من كونها مناسبة للتسوق وشراء مستلزمات جديدة، مما يؤثر بشكل مباشر على حركة الأسواق.

إن الركود الذي تشهده أسواق نواكشوط في فترة عيد المولد النبوي يعكس تأثير مجموعة من العوامل الاقتصادية والاجتماعية. هجرة المواطنين إلى الأرياف، وتزامن العيد مع منتصف الشهر، إضافة إلى ضعف الاهتمام الشعبي بالاحتفال بهذه المناسبة مقارنة بالأعياد الأخرى، كلها عوامل ساهمت في تقليص حجم الطلب في الأسواق، خاصة أسواق الملابس.