ارتفاع الأسعار دليل على عجز الحكومة عن تحقيق سياستها ..

اثنين, 09/16/2024 - 12:41

الحوادث- الوضعية الحالية التي يعيشها المواطن في ظل ارتفاع أسعار المواد الاستهلاكية تشكل تحدياً حقيقياً لمعظم الأسر، حيث تجد العديد منها نفسها عاجزة عن تأمين الاحتياجات الأساسية اليومية مثل المواد الغذائية، الوقود، والخدمات الأساسية. هذا الارتفاع في الأسعار يمكن أن يُعزى إلى عدة عوامل مثل:

1. تضخم عالمي: تشهد معظم الدول حول العالم ارتفاعات في أسعار السلع الأساسية نتيجة للتضخم العالمي، وارتفاع تكاليف الإنتاج والنقل. ولكن في الحالة المحلية، يبدو أن هذه الظاهرة قد تفاقمت بفعل عوامل داخلية.

2. سوء تنظيم الأسواق المحلية: عجز وزارة التجارة عن ضبط الأسعار ومراقبة التجار بشكل فعال أدى إلى استغلال بعض التجار للوضع ورفع الأسعار بشكل غير مبرر. عدم توفر آليات رقابية فعالة ومراقبة السوق جعل الأسعار تتفاوت بشكل كبير بين المتاجر والمناطق، ما يزيد من معاناة المواطنين.

3. ضعف القوة الشرائية: على الرغم من التصريحات الحكومية المتكررة عن تحسين مستوى المعيشة، فإن المواطن لم يلمس تحسناً فعلياً في دخله أو قدرته الشرائية. الرواتب والأجور لم ترتفع بما يتماشى مع التضخم والارتفاع في الأسعار، ما أدى إلى تضييق الخناق على الأسر من الطبقات المتوسطة والفقيرة.

4. الفساد والمحسوبية: تلويح الحكومة برئاسة ولد انجاي بإصلاحات اقتصادية ودعم المواطن لم يؤد إلى تحسينات ملموسة. هناك شكوك كبيرة بأن بعض هذه الوعود تتعطل بسبب الفساد المستشري والمحسوبية، مما يؤثر سلباً على تنفيذ السياسات والقرارات الاقتصادية.

5. غياب سياسات دعم فعالة: الحكومة لم تنجح في تبني سياسات دعم فعالة للأسر المتضررة، سواء من خلال تقديم دعم مباشر للمواطنين أو فرض أسعار محددة على المواد الاستهلاكية الأساسية. بدلاً من ذلك، نجد أن التجار يتمتعون بحرية كبيرة في تحديد الأسعار، دون رقابة صارمة.

 

تأثير هذه الظروف على المواطن:

المواطن يجد نفسه في موقف صعب، حيث تتراجع قدرته على تأمين احتياجاته الأساسية. هذا الوضع قد يدفع البعض إلى الاعتماد على الديون أو تقليل استهلاك بعض المواد الضرورية، مما يضر بالصحة العامة ويزيد من التوتر الاجتماعي.

بالإضافة إلى ذلك، الوضع الاقتصادي الهش قد يؤدي إلى تفاقم البطالة، إذ أن الشركات والمشاريع الصغيرة قد تعجز عن الاستمرار بسبب ارتفاع تكاليف التشغيل.

الوضعية الراهنة تتطلب تدخلات عاجلة وفعالة من الحكومة، خاصة فيما يتعلق بتنظيم الأسواق وضبط الأسعار، مع تعزيز سياسات الدعم للأسر ذات الدخل المحدود. تصريحات الحكومة بحاجة إلى أن تتحول إلى إجراءات عملية تحقق تحسناً ملموساً في حياة المواطن اليومية، وإلا فإن الوضع الاقتصادي والاجتماعي قد يتدهور بشكل أكبر.