عاش المواطن في الأيام الأولى من تشكيل حكومة ولد انجاي نشوة فرح عارمة بعد الإعلان عن قرار خفض الأسعار، حيث توقع الجميع أن هذا القرار سيمكن المواطن البسيط من الحصول على احتياجاته الغذائية الأساسية التي باتت أسعارها خارج متناول اليد. فقد بلغ غلاء المعيشة مستوى جعل الكثيرين عاجزين عن تأمين قوت يومهم.
ولكن هذه الفرحة لم تدم طويلًا، حيث سرعان ما اكتشف المواطن أن القرار لم يكن إلا مسرحية منظمة بعناية من قبل ولد انجاي بالتعاون مع التجار، الذين لم يلتزموا بقرارات التخفيض، بل زادوا أسعار السلع الأساسية أكثر مما كانت عليه سابقًا.
مسرحية خفض أسعار الإسمنت كانت فصلًا آخر من هذه التلاعبات، حيث تم تهدئة الغضب الشعبي مؤقتًا رغم استمرار ارتفاع أسعار هذه المادة الأساسية، في وقت تنادي فيه العديد من الأصوات بفتح باب المنافسة لاستيراد الإسمنت من الدول المجاورة وبيعه بأسعار في متناول الفئات الأكثر هشاشة. تلك الفئات التي ما زالت تحلم بتشييد مساكن تقيهم من ظروف الطقس القاسية.
ويبقى السؤال: هل سيستمر ولد انجاي في تغطية عجز حكومته عن مواجهة قوة وهيمنة التجار على حساب المواطن البسيط؟ أم أن هذه المسرحيات ستنتهي بانكشاف الحقيقة أمام الجميع؟
م.أ.حبيب الله