علاقة السعودية بإسرائيل فرضت عليها التقاس والإحجام عن الإهتمام بالشأن الفلسطيني

ثلاثاء, 09/24/2024 - 09:11

الحوادث- التقاعس الذي تمارسه المملكة العربية السعودية في القضايا العربية، وبالأخص القضية الفلسطينية، أصبح محط أنظار الكثيرين. فالسعودية، التي كانت في السابق قوة مؤثرة في القضايا العربية والإسلامية، بدأت تأخذ منحى مغايراً، خاصة في ظل تحسن العلاقات مع إسرائيل. يمكن ربط هذا التغير في السياسة السعودية بمجموعة من العوامل المعقدة التي تشمل المصالح الاقتصادية والسياسية.

1. العلاقات السعودية-الإسرائيلية: في السنوات الأخيرة، شهدنا تحولًا تدريجيًا في العلاقات بين المملكة العربية السعودية وإسرائيل. مع أن العلاقات لم تكن علنية تمامًا، إلا أن التقارير الإعلامية والدبلوماسية تشير إلى وجود اتصالات وتنسيق غير مباشر بين البلدين، خاصة في القضايا الأمنية والاقتصادية. هذا التحسن في العلاقات يعكس جزئياً التغير في الديناميكيات الإقليمية؛ حيث تشارك السعودية وإسرائيل في مخاوف مشتركة، مثل النفوذ الإيراني في المنطقة.

2. المصالح الاقتصادية: من العوامل المهمة التي تقف وراء هذا التقاعس هو التحول الكبير في السياسة الاقتصادية للسعودية. مع انطلاق رؤية 2030، التي تهدف إلى تقليل الاعتماد على النفط وتنويع الاقتصاد، تحرص المملكة على إقامة علاقات اقتصادية واسعة مع مختلف الأطراف، بما في ذلك إسرائيل. الشركات الإسرائيلية المتقدمة في التكنولوجيا، خاصة في مجالات الزراعة والتكنولوجيا المالية، قد تكون جزءاً من الشركاء المحتملين في رؤية السعودية المستقبلية. هذه المصالح الاقتصادية قد تكون عائقًا أمام اتخاذ مواقف أكثر صرامة تجاه إسرائيل.

3. التحالفات الإقليمية الجديدة: المملكة تسعى إلى تكوين تحالفات جديدة في المنطقة، خصوصًا مع الدول التي تشترك معها في مواجهة التهديد الإيراني. تعتبر إسرائيل لاعبًا مهمًا في هذه الاستراتيجية، وهو ما يفسر إلى حد ما لماذا المملكة تتجنب اتخاذ مواقف عدائية تجاه إسرائيل في الوقت الحالي، حتى لو كانت على حساب الفلسطينيين.

4. القضية الفلسطينية وتراجع الدعم العربي: تراجعت مكانة القضية الفلسطينية في أولويات العديد من الدول العربية، بما في ذلك السعودية. لقد أصبح من الواضح أن التوترات الداخلية والاقتصادية والسياسية في العالم العربي طغت على هذا الملف. كما أن العديد من الدول العربية الأخرى، مثل الإمارات والبحرين، قامت بتطبيع العلاقات مع إسرائيل بشكل علني، مما أضعف التضامن العربي تجاه القضية الفلسطينية.

5. الانشغال بالشؤون الداخلية: قيادة السعودية، كما ذكرت، تبدو مشغولة بتطوير البلاد اقتصاديًا واجتماعيًا، بعيدًا عن الاهتمام بالقضايا الإقليمية كما كانت تفعل في السابق. وقد يكون هذا الانشغال سببًا في الإحجام عن اتخاذ مواقف صارمة تجاه إسرائيل أو التدخل بشكل أكثر فعالية في القضية الفلسطينية.

في المجمل، العلاقات المتحسنة بين السعودية وإسرائيل تأتي على حساب دعم القضية الفلسطينية، مما أدى إلى شعور بخيبة الأمل لدى العديد من المراقبين والمتابعين.

م.أ.حبيب الله