مدرسة "بيلكات" في مقاطعة امبود بولاية كركل، تعكس الصورة المؤلمة لتدهور أوضاع التعليم في المناطق الداخلية. في مشهد يثير الأسى، يجلس التلاميذ على الأرض بلا فصول أو مقاعد، يتحدون قسوة الظروف البيئية، ويتغطون بالسماء. هذا الوضع الصادم يأتي في وقتٍ ترفع فيه الحكومة الحالية شعار "المدرسة الجمهورية"، مدعية التزامها بتقديم تعليم نوعي ومجاني للجميع، وهو الشعار الذي يبدو أنه مجرد واجهة دعائية، خاصة في ظل الأوضاع التعليمية التي يعاني منها أطفال الداخل.
إن هذه المدرسة ليست استثناءً، بل هي مثال على الفشل الذي يواجهه القطاع التعليمي في البلاد، سواء في العاصمة أو في الولايات الداخلية. تتحدث وزارة التربية الوطنية عن إصلاحات ومنجزات، بينما الواقع يقول غير ذلك. فعلى الرغم من الادعاءات الرسمية حول دعم التعليم، نجد الكثير من المدارس في المناطق النائية تفتقر إلى أبسط مقومات البنية التحتية التعليمية: فصول، مقاعد، وحتى الكتب والمستلزمات المدرسية.
إن إصرار وزارة التربية على مواصلة سياسة يبدو واضحًا فشلها، يعمق من أزمة التعليم، ويؤكد الفجوة الكبيرة بين الشعارات والواقع. المدرسة الجمهورية التي كان يُفترض أن تكون نموذجًا للتعليم المتساوي والفرص المتكافئة، باتت اليوم رمزًا للتناقض بين السياسة والإدارة التعليمية.
فهل يمكننا الحديث عن تعليم ناجح في بيئة لا توفر للتلميذ أدنى مقومات الدراسة؟ وكيف يمكن لهذا الجيل الذي يُجبر على الدراسة تحت هذه الظروف أن يكون جزءًا من عملية تنموية شاملة؟ هذه الأسئلة تحتاج إلى أجوبة حقيقية، وإجراءات فورية لإنقاذ التعليم.
في نهاية المطاف، المسؤولية تقع على عاتق الحكومة والوزارة معًا. فلا يمكن تحميل التلاميذ وحدهم وزر فشل السياسات التعليمية.
الحوادث