تقع قرية النمجاط في قلب منطقة مهمة، وهي تحظى بمكانة روحية عالية بين مريدي الشيخ سعد أبيه الفاضلي، حيث تشهد القرية زيارات سنوية من الآلاف من تلامذته ومحبيه الذين يفدون إليها تعبيرًا عن تقديرهم لمكانتها الدينية والروحية. على الرغم من هذه الأهمية الكبيرة، فإن القرية لا تزال تعاني من نقص كبير في الخدمات الأساسية، وأبرز هذه النواقص هو عدم تعبيد الطريق الرابط بينها وبين مركز تكنت، الذي يتبع له النمجاط إداريًا.
هذا الطريق يعد من أهم المطالب التنموية لسكان المناطق المحيطة بالنمجاط، حيث يمثل شريان حياة يسهل التواصل والنقل ويعزز من حركة التجارة والخدمات بين القرى والمناطق المجاورة. فضلاً عن أهميته بالنسبة للزوار الذين يتوافدون سنويًا إلى القرية لإحياء المناسبات الدينية وزيارة مرقد الشيخ سعد أبيه الفاضلي. تعبيد الطريق سيخفف من معاناة المريدين ويوفر وسيلة نقل ملائمة وآمنة لهم، كما سيدعم حركة السكان اليومية، مما يسهم في تحسين ظروف حياتهم.
وعلى الرغم من أن الحكومات المتعاقبة على حكم البلاد قد تعهدت غير مرة بتعبيد هذا الطريق، إلا أن الوعود لم تُترجم إلى أفعال على أرض الواقع. فبينما شهدت مناطق أخرى في البلاد إنشاء طرق بطول يفوق مسافة الطريق الرابط بين تكنت والنمجاط، بقي هذا المشروع مؤجلاً رغم الأهمية الرمزية والروحية الكبيرة التي تحظى بها النمجاط. هذا الإهمال يثير استياء السكان، الذين يتساءلون عن الأسباب التي أدت إلى تجاهل هذا المطلب رغم تعاقب الحكومات.
الآمال كانت كبيرة في أن يشهد عهد الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني تغيرًا في هذا الملف، خصوصًا أن برنامجه الانتخابي قد تضمن وعودًا بإعطاء الأولوية لمشاريع الطرق والبنى التحتية التي تسهم في ربط المناطق الريفية بالمراكز الحضرية. وقد دعم سكان النمجاط هذا التوجه بشكل كبير خلال الحملة الانتخابية، مؤكدين التزامهم ودعمهم المعنوي والمادي للرئيس. إلا أن خيبة الأمل حلت عندما تم البدء بتعبيد طرق أخرى في المنطقة دون أن يشمل ذلك الطريق الحيوي بين تكنت والنمجاط.
يبقى سكان النمجاط والمناطق المجاورة متفائلين في أن يُعاد النظر في هذا المشروع الضروري، مؤكدين على أن تعبيد هذا الطريق لا يخدم فقط المصلحة المحلية بل يعزز من حركة الزوار والمريدين الذين يرتبطون روحياً وتاريخياً بالمنطقة، ويأملون أن تكون الحكومة على قدر التحديات وتستجيب لهذا المطلب الملح في المستقبل القريب.
م.أ.حبيب الله