قالت وزيرة البيئة والتنمية المستدامة، مسعود بحام محمد لقظف، إن الحرائق الريفية تدمر سنويًا حوالي 200,000 هكتار من المراعي في الولايات الرعوية، مما يتسبب في خسائر اقتصادية تقدر بحوالي 5 مليارات أوقية جديدة أو ما يعادلها من الأعلاف. جاء ذلك خلال إطلاق الحملة الوطنية لحماية المراعي وشق الطرق الوقائية من الحرائق في قرية الشارات بمقاطعة انتيكان في ولاية الترارزة.
وأشارت الوزيرة إلى أن هذه الحرائق لا تؤدي فقط إلى خسائر في المراعي، ولكن قد تتسبب أيضًا في خسائر بشرية. وأوضحت أن الحكومة تولي هذا العام اهتمامًا خاصًا بتمويل الحملة للحد من الحرائق، حيث تهدف إلى تقليص المساحات المحترقة وحماية المخزونات الرعوية الاستراتيجية في البلاد. كما تسعى إلى تقليل الاعتماد على الأعلاف الممولة من الدولة وزيادة مشاركة السلطات المحلية والتجمعات السكانية في جهود التوعية ومكافحة الحرائق، بالإضافة إلى تجنب الرعي العشوائي عبر الحدود.
الحملة، التي ستستمر لمدة ستة أشهر، تستهدف شق 1800 خط وقائي وصيانة 5760 كيلومترًا من الخطوط القديمة في ولايات الحوضين، العصابة، البراكنة، الترارزة، كوركل، كيدي ماغا، وتكانت. وتم تخصيص ميزانية قدرها 700 مليون أوقية قديمة لتمويل هذه الجهود.
التوسع في الموضوع:
تعكس هذه الحملة الجهود المستمرة من قبل الحكومة الموريتانية في مواجهة التحديات البيئية التي تؤثر بشكل مباشر على الاقتصاد الوطني والأمن الغذائي، حيث تعتبر المراعي الطبيعية أحد الموارد الحيوية لتربية الماشية، التي تشكل جزءًا كبيرًا من دخل السكان في المناطق الرعوية. كما تمثل الحرائق الريفية تهديدًا دائمًا لاستدامة هذه الموارد، ما يتطلب تدخلات عاجلة ومستدامة لتأمين هذه المراعي.
تأتي الحملة لتسهم في تعزيز التعاون بين السلطات الإدارية المحلية والسكان لضمان تحقيق نتائج ملموسة. يعتمد نجاحها بشكل كبير على التزام الجميع، بدءًا من المزارعين والرعاة الذين قد يكونون السبب غير المقصود في إشعال الحرائق، وصولًا إلى الحكومات المحلية التي تحتاج إلى ضمان تنفيذ التدابير الوقائية على أرض الواقع.