الحلقة الرابعة:
صار الزوجين في حكم المنفصلين بسبب مشاغل كل منهما عن الآخر، مَنُ مشغولة في محلاتها ورحلاتها والصالون الجديد الذي صار مركزا كبيرا يشغل جناحا كاملا من المنزل الفخم، دائم الحركة ليل نهار، ويدر عليها بمال كثير.. لم يعد بينهما غير ما يجمع بينهما من مصالح تجارية، رغم أنهما زوجين بحكم العقد الشرعي الذي يربطهما.. وجد الوالد في أحضان الموريتانية المتمغربة الدفء وراحة البال والاستقرار الذي ينشده، وشجعه ذلك إلى التقرب منها أكثر ومرافقتها في رحلاته.. كما وجدت مَنُ في عالمها الجديد ما يشغلها عن الوالد ، خاصة أن وجوده معها قد يعكر حركة المركز ويخلق لها الكثير من التوتر، الأمر الذي قد يؤثر على جو الراحة والهدوء الذي يتطلبه عمل المركز., ومع ذلك تفتخر بين زميلاتها بمثاليته في الأمانة الزوجية، والإخلاص لحبهما.
وفي مساء يوم شتوي، وبينما كانت السيدة مَنُ في أحد محلاتها بين جمع من النسوة حضرن لانتقاء ما يعجبهن من تجارتها، دخل رجل أمن يطلبها، وانحرفت إليه لتستفسر عن سبب كلبه إياها.. كان وقع ما يحمله رجل الأمن ثقيلا لم تتحمل وقعه فسقطت مغشيا عليه، وتنادى إليها عمال المحل وحملوها إلى مقصرة خاصة في طر من المحل، واجتمعت عليها النسوة يعالجنها، وارتبك الجميع وساد اللغط حول ما اسر به إليها رجل الأمن الذي خرج مسرعا دون أن يعرف منه أحد كنه مت جاء به.
وبعد برهة قليلة من الإغماء عادت الحركة تدب في أطراف السيدة التي جلست من مضجعها وطلبت من أحد المال مرافقتها إلى المنزل، بينما كان الجميع محتارا يبحث عن تفسير لما وقع.ز لكن السيدة خرجت وتركت المحل ومن فيه غارق في الحيرة والارتباك.
جلست السيدة إلى هاتفه الثابت وضعت رقما في الخارج، لكنها وجدته مغلقا، ثم ما لبثت أن تذكرت أن عليها أن تستفسر عن أحد الشخصيات الأمنية القريبة منها لتعرف منه من يمكنه فعله.
استقبلها الشخص بسرعة سردت عليه الموضوع بصوت هش مبحوح.. ولدي ضبط قبل أسبوع رفقة اثنين من زملائه في حي من أحياء نواكشوط ومتهم لدى الشرطة بسرقة محلات تجارية، واغتصاب سيدة وقتل زوجها، وسيقدم للعدالة غدا.. در الشخص عليها بأنه سيتحرى عن صحة الموضوع، ويحاول إيجاد حل لإنقاذ ولدها من القضية.
ما إن وضعت سماعة الهاتف حتى أغمي عليها، وتجمهر حولها خدم المنزل ينادون باسمها، لعلها تستعيد وعيها.. وسارع صديقات وأصدقاء عندما سمعوا بما وقع إلى منزلها وحملوها إلى المستشفى حيث تلقفتها الأخصائيون، وأفردت لها غرفة خاصة وتناوبوا على مراقبة حالتها..