الحوادث- من خلال الكلمة التي ألقاها رئيس الحزب السيد سيد أحمد ولد محمد، يبدو أن حزب "إنصاف" يسعى إلى تعزيز حضوره في المشهد السياسي الموريتاني عبر إظهار ولائه ودعمه الكامل لرئيس الجمهورية السيد محمد الشيخ الغزواني. هذا الدعم يتجلى في مواكبة الحزب للقرارات السياسية الكبرى وزيارات الرئيس التفقدية التي تعد بمثابة استعراض سياسي وإنجازي يُعزز حضور الرئيس على المستوى الشعبي.
2. الأداء التنظيمي للحزب:
الحزب يعمل على استغلال المناسبات السياسية والاجتماعية لإظهار تطوره التنظيمي من خلال تنظيم أنشطة تعبوية وسياسية. بعثاته الميدانية التي شملت مختلف الولايات تُظهر سعيه لتوسيع قاعدته الشعبية وربط القيادة بالقواعد، وهي خطوة تسعى لإبراز استمرارية الحزب كمنظومة تنظيمية فاعلة، رغم الانتقادات التي تشير إلى ضعف التنسيق بين القمة والقاعدة.
3. انعكاسات الأداء الحزبي على الحكومة:
التصريحات التي تشير إلى أن تطور عمل الحزب ينعكس إيجاباً على أداء الحكومة تبرز دور "إنصاف" كحاضنة سياسية تدعم تنفيذ برنامج رئيس الجمهورية. لكن هذا الارتباط الوثيق قد يكون سلاحاً ذا حدين؛ فنجاح الحزب في بناء قواعد قوية وتحقيق نتائج ملموسة يمكن أن يعزز من الثقة في الحكومة، بينما قد يؤدي الفشل إلى تقويض مصداقية الحكومة أمام الشعب.
4. القضية الفلسطينية كموقف استراتيجي:
تثمين الحزب للمواقف المشتركة مع أحزاب أخرى، خصوصاً حول القضايا العادلة مثل القضية الفلسطينية، يعكس سعيه لتعزيز صورته كفاعل سياسي ملتزم بالقضايا الوطنية والدولية الكبرى. هذا التوجه يعزز من شعبيته في الأوساط التي ترى في تبني القضية الفلسطينية معياراً للنزاهة السياسية.
5. إعادة هيكلة الحزب كمشروع وطني:
تصريحات رئيس الحزب حول التحضير لإعادة الهيكلة تهدف لتحويل الحزب إلى مشروع وطني يراعي المصلحة العامة. هذا الطموح قد يكون مؤشراً على استجابة الحزب للانتقادات المتعلقة بعدم وجود رؤية تنظيمية واضحة وربط أفضل بين قيادته وقاعدته الشعبية.
6. التحديات والإشكالات:
رغم ما تم الإعلان عنه من نجاحات، إلا أن غياب الحراك السياسي الفاعل، وافتقار الحزب لضوابط قاعدية قوية، يشير إلى تحديات هيكلية وتنظيمية تعيق تحويل الحزب إلى كيان سياسي مستدام ومستقل. إذا لم يتمكن الحزب من تطوير أدوات تنسيقية فعالة، فقد يواجه صعوبات في تعزيز حضوره وتأثيره على المدى الطويل.
الخلاصة:
حزب "إنصاف" يسعى لترسيخ موقعه كفاعل سياسي محوري في موريتانيا من خلال دعمه لرئيس الجمهورية وتنظيمه لأنشطة تعبئة ميدانية. ومع ذلك، يواجه تحديات حقيقية تتعلق بغياب الحراك السياسي القاعدي وضعف التنسيق الداخلي، ما يجعل نجاح خططه المستقبلية مرهوناً بقدرته على إعادة هيكلة تنظيمه وتعزيز العلاقة بين القمة والقاعدة، بما يضمن مراعاة حقيقية للمصلحة الوطنية.