الحوادث_في إطار جهودها لتعزيز ثقافة الخدمة المدنية والتطوع، أطلقت بلدية توجنين صباح السبت 30 نوفمبر حملة تطوعية شاملة لتنظيف أحد أحياء البلدية، وتحديدًا منطقة الكيل الثامن المعروفة شعبيًا بـ"حي دبي الشمالية". تأتي هذه المبادرة ضمن مكونة أساسية لمشروع عصرنة نواكشوط، وهي "الخدمة المدنية والتطوع"، بهدف رفع الوعي المجتمعي بأهمية النظافة وإبراز دور التطوع كجزء من مسؤولية المواطن تجاه مجتمعه.
دور البلدية في الحملة
قاد الحملة عمدة بلدية توجنين، السيد أحمد سالم ولد الفيلالي، بمعية عمال البلدية وعدد من السكان المحليين. وفي تصريح له بالمناسبة، أكد العمدة أن الحملة تهدف إلى تعريف السكان بمكونة الخدمة المدنية والتطوع كجزء من مشروع تطوير العاصمة، بالإضافة إلى تحفيز روح التطوع والعمل الجماعي بين السكان، لا سيما في الأحياء التي تحتاج إلى دعم مباشر في مجال النظافة والتنمية المحلية.
وأشار العمدة إلى أن الحملة ليست مجرد عمل تنظيمي بل رسالة توعوية تهدف إلى تعزيز مفهوم النظافة كقيمة مجتمعية. وأوضح أن البلدية لن تتوانى عن تقديم الدعم للسكان في كل ما يتعلق بالخدمة المدنية، مؤكدًا التزام البلدية بالعمل الميداني المتواصل لتحسين ظروف العيش في الأحياء وتعزيز مشاركة المجتمع في هذا النوع من المبادرات.
تفاعل السكان وأهمية المشاركة المجتمعية
تميزت الحملة بحماس لافت من سكان حي دبي الشمالية، خاصة من النساء اللواتي أبدين استعدادًا كبيرًا للمشاركة في مختلف الأنشطة الميدانية. وأشاد العمدة بهذا التفاعل الذي وصفه بأنه "يبعث على الفخر والطمأنينة" حول قدرة السكان على تبني ثقافة الخدمة المدنية والتطوع.
في المقابل، أعرب سكان الحي عن تقديرهم الكبير لجهود البلدية والعمدة شخصيًا، حيث أشاد إمام المسجد المحلي بمشاركة العمدة وعمال البلدية في تنظيف الحي، معتبرًا ذلك دليلاً على اهتمام السلطات المحلية بقضايا السكان اليومية. كما أكد السكان على أهمية المبادرات التي تعزز روح العمل التطوعي والنظافة، مشددين على ضرورة الحفاظ على بيئة نظيفة ومستدامة.
رسائل توعوية ودعوات للتغيير
وفي سياق الحملة، وجه العمدة رسالة واضحة للسكان حول ضرورة الحفاظ على النظافة ونبذ السلوكيات السلبية كإلقاء القمامة في الطرقات والأماكن العامة. وأكد أهمية التعاون بين البلدية والسكان للحفاظ على المنشآت العامة التي يتم إنشاؤها في المنطقة، والابتعاد عن العبث بها، وتعزيز روح المسؤولية المجتمعية.
كما دعا العمدة السكان إلى تبني ثقافة التطوع كجزء من حياتهم اليومية، مؤكدًا أن العمل الجماعي هو السبيل الأمثل لتحقيق التنمية المستدامة. وأشار إلى أن هذه الحملة ليست سوى البداية، وأن البلدية تخطط لتنظيم حملات مماثلة في أحياء أخرى لتحسين جودة الحياة للسكان وتعزيز شعورهم بالانتماء لبيئتهم.
ختام المبادرة واستمراريتها
تعكس هذه الحملة روح التعاون والتكافل بين البلدية وسكان الحي، وهو ما يفتح آفاقًا واسعة لتحقيق المزيد من المبادرات المجتمعية الهادفة. كما أنها تسلط الضوء على أهمية العمل التطوعي كقوة دافعة نحو التغيير الإيجابي، سواء في النظافة أو في المجالات الأخرى التي تمس حياة السكان اليومية.
تأتي هذه المبادرة كخطوة هامة نحو تحقيق أهداف مشروع عصرنة نواكشوط، الذي يهدف إلى تحسين البنية التحتية والخدمات العامة، وتعزيز المشاركة المجتمعية في تطوير العاصمة. ويأمل العمدة وسكان الحي أن تكون هذه الحملة بداية لتحول دائم في السلوكيات والعادات، بما يعزز من ثقافة العمل التطوعي والخدمة المدنية في المجتمع الموريتاني بشكل عام.