تشهد عدة أحياء في مقاطعة توجنين، التابعة لولاية نواكشوط الشمالية، أزمة حادة في توفير مياه الشرب، حيث أصبح العديد من السكان يعتمدون على المياه المنقولة عبر العربات التي تجرها الحمير، والتي ارتفعت أسعارها بشكل كبير. ففي بعض الأحياء، تجاوز سعر حاوية المياه سعة 200 لتر 1500 أوقية قديمة، وهو ما يمثل زيادة كبيرة مقارنةً بالأسعار السابقة التي كانت تتراوح بين 300 و500 أوقية قديمة.
السكان يحمّلون الجهات المعنية مسؤولية هذه الأزمة، مشيرين إلى أن قرار إغلاق العديد من الحنفيات في المنطقة ساهم في تعميق المشكلة، ما جعلهم مضطرين للجوء إلى طرق بديلة للحصول على المياه. في حي دبي، على سبيل المثال، يواجه السكان صعوبة بالغة في شراء المياه بسبب غلاء الأسعار، ما أثر بشكل كبير على فئة ضعيفة اقتصادية كانت بالكاد قادرة على تحمل التكاليف في السابق.
وتستمر معاناة السكان بسبب عدم توفر المياه بشكل منتظم، حيث تعتمد بعض الأحياء على صهاريج المياه التي تزور المنطقة مرة واحدة في الأسبوع فقط، مما يضاعف الأزمة. وتطالب العديد من النساء والأسر الفقيرة الجهات المعنية بتوفير الحلول المناسبة لهذه المشكلة التي أصبحت تهدد حياتهم اليومية.
من جانبها، أعلنت الحكومة عن مشروع ضخم لتقوية شبكة المياه في نواكشوط عبر تعزيز إنتاج المياه من حقل آبار إديني. يهدف المشروع إلى زيادة الإنتاج بمقدار 60 ألف متر مكعب يوميًا، عبر إعادة تأهيل الآبار وحفر آبار جديدة بالإضافة إلى تحسين البنية التحتية لنقل المياه. رغم أن المشروع يتطلب وقتًا طويلًا لتنفيذه، إلا أن السكان يأملون أن يسهم في إنهاء معاناتهم المستمرة بسبب نقص المياه.