توفي عالم الآثار سيرج روبير، اليوم والذي كان احد المهتمين بالالكولوجيا في موريتانيا، وأعمدة البحث الآثاري في موريتانيا و المساهمين الكبار في كتابة تاريخها الآثاري.
بدأ الراحل عمله الميداني في موريتانيا منذ أوائل الستينيات من القرن الماضي برفقة زوجته الراحلة Denise Robert وتحت إشراف المؤرخ والآثاري الفرنسي الشهير Jean Devisse. شكّل هؤلاء الباحثون الثلاثة فريقاً علمياً مميزاً ساهم في استكشاف وتوثيق تاريخ العديد من المواقع الآثارية في البلاد.
خلال سبعينيات وثمانينيات القرن العشرين، كان لجهود سيرج روبير وزملائه الأثر الأكبر في دراسة المواقع الآثارية الشهيرة مثل تكداوست وكومبي صالح. كما ساهم الراحل وزوجته في بدايات الأسبار الآثارية في موقع آزوكي، إلى جانب الباحث Bernard Saison، حيث قدّموا رؤى جديدة وأبحاثاً عمّقت فهمنا لحضارة المرابطين وتراث موريتانيا القديم.
لقد كان اعتراف الدولة الموريتانية بجهود سيرج روبير مستحقاً، حيث تم تكريمه عام 2016 من قبل وزارة الثقافة، ممثلة في السيدة الفاضلة هندُ بنت عينينا، تقديراً لعطائه المستمر وإسهاماته الكبيرة في إثراء التراث الموريتاني والحفاظ عليه.
اليوم، برحيل سيرج روبير، تخسر الأوساط العلمية والتاريخية في موريتانيا والعالم أجمع باحثاً مرموقاً كرّس حياته لفهم التاريخ وإعادة إحياء التراث. نعزّي عائلته الكريمة وجميع المهتمين بالدراسات التاريخية والآثارية في هذه الخسارة الجسيمة. نسأل الله أن يتغمد الفقيد بواسع رحمته، وأن يُلهم أهله ومحبيه الصبر والسلوان.