واقع مرير وأمل مفقود: إلى أين نحن ذاهبون..؟

ثلاثاء, 02/18/2025 - 07:47

لا جديد يُذكر ولا قديم يُعاد، ما زالت الشمس تشرق كما تعرفون وتغرب في وقتها، ولن تجد لسُنّة الله تبديلاً. باختصار، الكل هنا يعرف الكل، والبعض يكره الجميع، والجميع يسعى وراء المصالح الشخصية تحت قناع حب الوطن والمصلحة العامة.

غدًا، بإذن الله، ستشرق الشمس كما غربت يوم أمس بأحلامنا، وستعود وفق قوانين الطبيعة لا محالة. لا مجال للضعيف ولا خلاف على سيطرة القوي، والقوي وحده يعيش، كما يقولون في الغرب الأمريكي البعيد. ثم ستبكون على أحلامكم كما يبكي الأطفال، ثم تستيقظون صباحًا بأحلام جديدة لتبكوها ليلًا. لقد اعتدتم على ذلك.

لا حلول فوق الأرض، ولا أمل يلوح في الأفق. الكل مشغول بنفسه وحروبه الجانبية. لا مصلحة عامة ولا هم يحزنون. الشباب مصدومون بين واقع مرير وانعدام الأمل، منخرطون في خيالات التواصل الاجتماعي، منجرفون وراء ترّهات المؤثرين التافهين في متاهة، التيهان فيها أخف وطأة من مواجهة الواقع.

ولن يأتي التغيير من الفراغ ولا من الفوضى. من جد وجد، ومن زرع حصد، ومن بكى همّه ظل يشتكي حتى تصبح الشكوى عادته، كما هو الحال الآن. يجب التحول من وضعية المتفرج إلى وضعية الفاعل، فهذه هي أولى خطوات التغيير. وسوف تقولون: ليس لنا من سبيل.

قل: إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم. لقد طفح الكيل بكم وملأت الأحقاد والأنانية قلوبكم، حتى أصبحتم تتبادلون الشتائم جهارًا نهارًا بدون سبب، وتنهالون على الضعيف بالعصي، وتنحنون أمام القوي بدون مقابل. إنكم مبتلون بنواياكم السيئة.

في النهاية:
يقال إن التغيير هو القانون الوحيد الدائم في الكون، ويقال أيضًا إن أفضل طريقة للتنبؤ بالمستقبل هي خلقه.

دمتم برعاية الله.

سيد لمين يباوه
استشاري إعلامي