الحوادث - أعلن مساء يوم أمس السبت 11/02/2017 في دار الشباب القديمة عن ميلاد حزب الكتل الموريتانية (حكم) وذلك في حضور شعبي شبابي كبير، ويأتي ميلاد الحزب في ظرفية معقدة للساحة السياسة، التي تشهد بياتا لا يوحي ببزوغ شمس ستحرك الساحة من بياتها الشتوي.
وقد جذب الداعون لتأسيس الحزب في المرحلة الأولى مبادرات ضمت وجوه شبابية من خرجي الجامعات في الخارج (سنغال، والمغرب، والجزائر)، كما تضم أساتذة وشباب انسحبوا جراء تذمرهم من أحزاب مختلفة بينها الوالاة والمعارضة، يقودهم تحقيق الأمل من خلال نواة جديدة يجدون من خلالها ذاتهم وأفكارهم المتحررة من هيمنة الموالاة والمعارضة.. وما يزال بعض هؤلاء الشباب متشبثين بمواقعهم، لم تتأثر فيهم الزوابع التي ذهبت بجل المنتسبين.
وحسب المتتبعين للشأن السياسي فإن ميلاد هذا الحزب سيشكل إضافة نوعية على ما هو موجود في الأحزاب الموالية للنظام، رغم ما ينادي به رئيس الحزب عالي ولد سيدي -المنسحب من حزب التكتل الذي يقوده أحمد ولد داداه- من الحزب مستقل ولا يدين بالولاء لأي جناح في العارضة ولا في النظام، الأمر الذي ينفه ما يثيره البعض عن علاقة وطيد بين رئيس الحزب، ورئيس الوزراء الحالي وما يقال من أن – رئيس الوزراء ولد ح أمين- وراء انسحاب عالي من التكتل، على حساب وعود قطعه له بتأسيس حزب مستقل يدعم شعبية رئيس الوزراء يحي ولد حد أمين، و يؤطر فيه الجناح الموالي له من قبيلة لغلال، خاصة الجزء الباقي عن ولد الحاج في التيار الإسلامي(تواصل).
وقد شهد – حسب المتتبعين- إنشاء الحزب مراحل متعددة بدأها بالمشاورات الأولى التي كانت تعقد في مقر منظمة خيرية من حي ملح التابع لمقاطعة توجونين،يلعب رئيسها دورا رياديا في نشأة الحزب بصفته أمين عام للحزب، ورغم أن البداية شهدت توافدا شبابيا كبيرا خاصة من الشباب، زار المقر تشكيلات من الشباب مختلفة بينها أساتذة وباحثين وداكاتر في الجامعة، إلا أن خطاب الرئيس لم يكن مقنعا، بحيث أنه يركز على الدور الذي لعبه في التكتل، ويتجاهل الأدور والأهداف التي يعمل الحزب على أن تكون قاعدة يعمل عليها، كما أن الوجود الكبير لقبيلة الاغلال مما جعل البعض يسمه ب(حزب لغلال) كانا عاملا آخر في انسحاب مجموعات شبابية انتسب على أساس أن الحزب مبني على أساس يختلف عن المنلوج القبلي الذي يعد قاعدة لجل الأحزاب المنتشرة في البلد.
حتى أن بعض المتابعين لحدث الانطلاقة يوم أمس لاحظ من بين المآخذ التي أخذها عن الحضور على المنصة غياب الالوان التي يتميز بها المجتمع حيث كان الغالب الذي يطغى على المنصة البيظان، كما كان يطغى على القاعة والجود الكبير لقبيلة لأغلال، ومن ضمن الشخصيات التي أثرت على الوجود في القاعة وجود رجل الأعمال الشاب (لمرابط) الذي مول حملة منفردة لنجاح عزيز في الانتخاب الرئاسية الأخيرة.. وشخصيات أخرى فاعلة، هذا فضلا عن الغياب التام للشخصيات السياسية في الأحزاب.