عصابة تقتل حمامة مسجد..في كورة "امبود"بتوجونين

جمعة, 05/30/2025 - 19:11

كان يُعرف بين أقرانه في حي "كزرة أمبود" باسم الأمين، لكنه في أوساط المسجد حمل لقبًا أسمى: "حمامة المسجد". لم تُفُتْه صلاة واحدة، وكان سدنة المسجد يتبادلون الإعجاب بابتسامته العريضة التي لا تفارق وجهه، ووجهه النير الذي يشع حياءً وأخلاقًا.

رغم صغر سنه، كان محمد الأمين مثالًا يُحتذى به في الحي، يحرص دائمًا على تذكير رفاقه بفضل الصلاة، وضرورة التمسك بالدين، وإخلاص العبادة لله. حتى لقبوه بـ**"ولد سيدي يحيى"**، لما رأوا فيه من صدق وورع.

وفي مساء البارحة، خرج محمد الأمين من المسجد بعد أن أتم صلاته وأوراده التي دأب على ألا يغادر مكانه حتى ينهيها. وبينما هو في طريق العودة إلى منزل أسرته، اعترضه بعض الزملاء من الحي، أحدهم كان قد دار بينه وبين محمد الأمين حديث عابر في الأيام الماضية، حضّه فيه على الالتزام وترك المعاصي.

لكن قلوبًا غلّفها الغل لا يرققها النصح، ولا تهزها الموعظة، لم تحتمل نور محمد الأمين. أمسكه أحدهم من ذراعه، بينما استل الآخر سكينًا وغرسها في صدره حتى بلغت قلبه. وتركوه ينزف في ظلمة الشارع، يغشاه الصمت والموت.

على مقربة أمتار من مكان الحادثة، كان هناك صبي صغير، لم يتجاوز الثامنة من عمره، يراقب المشهد من طرف الشارع. في ذاكرته ارتسمت وجوه الجناة بوضوح، إذ يعرفهم من أولئك المتسكعين في مركز "اليس تيشن".

عندما وصلت الشرطة إلى موقع الجريمة، بناءً على بلاغ من سكان الحي، تقدم الصبي بخطى ثابتة نحو أحد رجال الأمن، وجذبه من طرف بدلته قائلاً بصوت خافت وواثق:
"أنا أعرف من قتله... إنه الحضرامي وزملاؤه."

نظر إليه الشرطي بدهشة، ثم انحنى يحمله إلى جانبه في السيارة. لم يكن الصبي عادياً؛ فقد بدا رابط الجأش، دقيقًا في الوصف، ثابتًا رغم الموقف.

وبناء على إفادته، تمكنت الشرطة من تحديد هوية الجناة، والقبض عليهم في الحال، وبحوزتهم الأداة التي ارتكبت بها الجريمة.

.............

رحم الله محمد الأمين، من شهد له أهل المسجد بالصدق والصلاح، وكتب له القبول في الأرض والسماء.