
أفاد شهود عيان ومصادر محلية بوقوع هجوم مسلح شنّته جبهة ماسينا، إحدى الجماعات المنضوية تحت تحالف "نصرة الإسلام والمسلمين"، صباح اليوم على مواقع تابعة للقوات المالية قرب الجانب المالي من معبر كوكي الزمال، المحاذي لولاية الحوض الغربي الموريتانية.
وقد أثار الهجوم حالة من القلق في أوساط بعض سكان المناطق الحدودية، خشية تداعيات أمنية محتملة قد تطال المعبر أو تزعزع الاستقرار في الشريط الحدودي، الذي يشهد منذ شهور تحركات متزايدة للتنظيمات المسلحة في الشمال المالي والوسط.
غير أن بعض المتابعين يرون أن الهجوم يأتي في سياق التصعيد الجاري بين الحكومة المالية والجماعات المسلحة المناوئة لها، والتي تسعى — بحسبهم — إلى التقدم جنوبًا نحو العاصمة باماكو، في مشهد يعيد إلى الأذهان أحداث عام 2013، حينما كادت الجماعات المسلحة تدخل العاصمة، قبل أن تتدخل فرنسا بعملية "سرفال" لوقف زحفها، وهو ما لا يبدو واردًا في الظرف الراهن.
ويرى مراقبون أن نظام العقيد عاصمي غويتا يواجه ضغوطًا متعددة، وأن جزءًا من الأزمة يرتبط بانسحاب الحلفاء الدوليين، وتضاؤل الدعم العسكري الخارجي، مما قد يجعل السلطة المركزية أكثر عرضة لهزات عسكرية.
وبالرغم من تصاعد العمليات المسلحة، تُحافظ بعض الجماعات المسلحة — وعلى رأسها جبهة ماسينا — على ما يشبه "الهدنة الضمنية" مع بعض المناطق، بفضل ما يُوصف بـ"الحياد المحلي"، والذي يرى فيه البعض مخرجًا واقعيًا لتجنيب الشمال والجنوب المالي مزيدًا من التصعيد.