استشهد أكثر من 60 فلسطينيًا منذ فجر اليوم السبت، جرّاء سلسلة من الغارات الجوية والقصف المدفعي العنيف الذي شنّته قوات الاحتلال الإسرائيلي على مناطق متفرقة من قطاع غزة، مستهدفًا شققًا سكنية، خيام نازحين، ومراكز توزيع مساعدات إنسانية.
ومن بين الشهداء الشاب يوسف الزق، أصغر أسير في العالم سابقًا، الذي ارتقى بعد استهداف شقة عائلته في شارع الثورة وسط مدينة غزة. وكان يوسف قد وُلد داخل سجون الاحتلال عام 2008، وأصبح رمزًا لصمود والدته، الأسيرة المحررة فاطمة الزق، التي أنجبته خلف القضبان خلال فترة اعتقالها.
وأسفر القصف الإسرائيلي عن استشهاد أربعة فلسطينيين في غارة استهدفت مبنى يؤوي نازحين غرب غزة، فيما ارتقى ثلاثة آخرون إثر استهداف منزل لعائلة الصفدي في شارع يافا. كما استهدفت الغارات سوق الزاوية في حي الدرج شرق المدينة، موقعًا عددًا من الضحايا.
واستشهد أربعة آخرون في قصف طال خيمة قرب بوابة الجامعة الإسلامية، بينما أدى استهداف شقة في “عمارة المعلمين” بحي الشيخ رضوان إلى ارتقاء ثلاثة فلسطينيين.
وفي مجزرة مروّعة جديدة، استشهد المواطن صهيب القريناوي وزوجته وأطفاله، بعد قصف خيمتهم في مخيم المناصرة بدير البلح وسط القطاع، في جريمة تُضاف إلى سلسلة الانتهاكات المستمرة بحق العائلات النازحة.
كما انتُشلت جثتا شهيدين من منطقة الشيخ ناصر شرق خان يونس، بينما ارتقى الأسير المحرر عماد منصور في قصف استهدف خيام النازحين في منطقة المواصي جنوبي المدينة.
وفي جريمة أخرى وصفت بأنها مجزرة ميدانية بحق الجائعين، استشهد 30 مدنيًا فلسطينيًا وأُصيب 170 آخرون برصاص قوات الاحتلال، خلال انتظارهم تسلّم مساعدات إنسانية قرب مركز توزيع المساعدات في منطقة الشاكوش شمال رفح، معظمهم من النساء والأطفال.
وأعلن المكتب الإعلامي الحكومي في غزة ارتفاع حصيلة ضحايا ما وصفه بـ"مجازر مصائد الموت" التي ترتكبها قوات الاحتلال خلال محاولات الفلسطينيين الوصول إلى المساعدات، إلى 773 شهيدًا، إضافة إلى 5101 جريح و41 مفقودًا.
وحذّر المكتب من تدهور كارثي في الوضع الإنساني، مشيرًا إلى وفاة عشرات المدنيين خلال الأيام الماضية بسبب نقص الغذاء والأدوية، في ظل استشهاد 67 طفلًا حتى اللحظة جراء سوء التغذية، فيما يواجه 650 ألف طفل دون سن الخامسة خطرًا مباشرًا من سوء التغذية الحاد خلال الأسابيع المقبلة، من بين 1.1 مليون طفل في القطاع.
في المقابل، أعلن المتحدث باسم جيش الاحتلال فرض قيود أمنية مشددة في المنطقة البحرية المحاذية لقطاع غزة، محذرًا من دخول البحر، وداعيًا الصيادين الفلسطينيين إلى الامتناع عن الإبحار.