مُنَى في العقد الثالث من العمر، تحمل بين يديها رضيعة في سنتها الأولى،تتجول خلف والدها بين أروقة قصر العدل بمحكمة نواكشوط الجنوبية، تخفي في طرف ملحفتها وجهها الذي يعتصر من الخجل، حتى لا يظهر لجمهور لمحكمة الذي سمع قصتها من عرضها على المحكمة، ويتطلع إلى رأيتها.
ولدت منى قبل واحد وعشرين عاما في السعودية حيث مهبط الوحي ونشأة بداية الرسالة السماوية، من أب وأم موريتانيين.. فارقت والدتها الدنيا وهي في عمر الزهور بالسعودية.. وواجه والدها مشاكل اضطرته إلى مغادرة – السعودية- التي تعود على العيش فيها ولعودة إلى بلده موريتاني حيث استقر بمقاطعة الرياض بنواكشوط،مع ابنته منى .
ورافق قدوم منى ووالدها إلى نواكشوط، قدوم أخته التي جاءت برفقة طفلها الطالب الذي ولد لها من أب موريتاني هناك في السعودية..واستأجر الطفل الذي صار شابا في عمر بنت خاله منى ركنا من منزل خاله جعل فيه ماكينات للخياطة يعمل عليها خياطا.. وصادف أن زار الأسرة رجل من أصدقاء زوج قريبة للأسرة، وتعرف الزائر على منى، وقررا الاثنين الزواج برضا من والدها الذي باشر عقد قرانهما.
وما لبثت الحياة السعيدة تطول بين منى وزوجها جدُ حتى بدأت تأخذ شكلا آخر من الخلاف اضطرت الفتاة بسببه إلى العودة لمنزل والدها حيث يوجد ابن خالها في محل الخياطة .. وبالإضافة إلى العلاقة التي تربط بين الشاب والفتاة فإن بينهما رضاعة جعلت علاقتهما أكثر عمقا بحيث أنهما صارا يسكنان في المنزل ويلتقيان من غير تحفظ.
سكن منى في المنزل ومعاشرتها للشاب حركت الغيرة في زوج منى فرفع موضوع الخلاف إلى والدها ببكر ليتدخل ويصلح بينهما حتى يعودا إلى طبيعتهما الأولى.. ولكن ظروف العلاقة تعقدت أكثر عندما كشف الرجل أن منى حامل.. حيث تداول حديث بين الناس خاصة الجيران تتهم فيه منى بأنها كانت حامل قبل زواجها بزوجها،لكن – الزوج- لم يعر لتلك الشائعة اهتماما ليقينه أنه والد الحمل.
لكن والد منى دفعت به الظنون إلى أن يقدم دعوى ضد ابنته، وابن أخته أمام الشرطة التي كيفت لهما تهمة الزنا.. ورفعت موضوعهما إلى النيابة العامة التي وضعت المتهمين في الرقابة حتى تجلس المحكمة للنظر في التهمة الموجهة إليهما.
وفي هذه الأثناء تقدم الزوج الذي يطالب بابنته وزوجته برسالة إلى المجلس الأعلى للقضاء يستفسر فيها عن وضعية ابنته التي حملت بها زوجته منى ووضعتها على فترة اقصر من الفترة المعتادة، الأمر الذي أثار لقطا حول أبوته لها.. وحصل الزوج على جواب يحل محل فتوى مكتوب يقضي بإلحاق نسب البنت إليه.. ولكن والد الفتاة منى ظل مصرا على أن تعرض الفتاة على فحض "إدي أن أي"حتى يتأكد من أي الاثنين والد بنت منى، رغم إقرار زوج منى بأبوته للبنت، ومطالبته بها.
بينما نفى الشاب الطالب أن يكون قد زنا بابنة خاله، ويدعي أن ما أقربه أمام الشرطة والنيابة من أنه مارس جريمة الزنا معها، كان بدافع الخوف من الشرطة.. وكذلك كشفت الفتاة منى في تصريحها أمام القاضي عن براءتها من تهمة الزنا مع ابن خالها، وأن ما قرت به كان بدافع من زوجها الذي مارس عليها التهديد.
وفي يوم أمس الأربعاء فاتح مارس من السنة الجارية قضت محكمة الجنايات بمحكمة نواكشوط الجنوبية بحكم برأت فيه الشاب الطالب، والشابة منى من تهمة الزنا الموجهة إليهما، وطلبت من منى وزوجها أن يعودا إلى المحكمة في عرفات في موضوع فرض الطاعة.