نظّمت جمعية نهضة مدينة أطار أول نشاط علني لها، صباح اليوم، في مقر بلدية أطار، وذلك بحضور عدد من الشخصيات الوطنية والوجهاء المحليين، في خطوة تهدف إلى إعادة الاعتبار للهوية المدنية الجامعة للمدينة، بعيدًا عن الانتماءات القبلية والعرقية والفئوية.
وفي كلمة له بالمناسبة، شدد رئيس الجمعية، الوزير السابق أحمد ولد سيدي باب، على أن المبادرة تسعى إلى ترسيخ روح المواطنة والانخراط في العمل التنموي الجاد، بالتعاون الوثيق مع السلطات الإدارية الجهوية والمحلية، بعيدًا عن منطق المحاصصة الضيقة.
من جهته، أكد الجنرال المتقاعد مولاي ولد بوخريص، عضو اللجنة التوجيهية للجمعية، أن أطار كانت – ولا تزال – مدينة رائدة بهويتها المتماسكة، التي ظلّت لعقود تعرف بأحيائها وسكانها المتآلفين، وليس بانتماءاتهم القبلية، مشيرًا إلى أن الانتماء إلى أطار كان يكفي للتعريف بالشخص، دون الحاجة لسؤال عن أصله أو فئته.
ودعا المتدخلون خلال النشاط إلى ضرورة انخراط سكان المدينة، كسائر سكان المدن الموريتانية، في حراك التنمية المحلية الذي أطلقته السلطات العمومية، من خلال دعم منظمات المجتمع المدني، باعتبارها أداة قانونية ومشروعة لتجسيد العمل الجماعي والمشاركة في الشأن العام.
وأكد القائمون على الجمعية أن تأسيس مثل هذه المبادرات لا يتطلب سوى التقاء مجموعة صغيرة من المواطنين – لا يتجاوز عددهم عشرة أحيانًا – حول أهداف تنموية واضحة، يمكن أن تسهم في خدمة المجتمع، مشيرين إلى أن الرهان اليوم هو على تنافس المدنيين في خدمة الوطن، لا على تمجيد العصبيات الضيقة.