
رغم تعاقب الأخبار وتلاشي صور المجازر من الذاكرة العامة، يواصل صانعو السينما تسجيل الحضور الفلسطيني على الشاشة، ليس كتوثيق بصري فحسب، بل كشهادة فنية وأخلاقية على مأساة مستمرة منذ عقود.
من غزة المحاصرة إلى القرى المدمرة منذ النكبة، مروراً بمجازر "الرصاص المصبوب" ومسيرات العودة، تحضر فلسطين في أفلام وثائقية ودرامية تلتقط تفاصيل الفقدان والألم، وتضع الضحايا في قلب السرد باعتبارهم أصحاب الرواية.
من بين هذه الأعمال، الفيلم الوثائقي "غزة" للمخرجين غاري كين وأندرو ماكونيل، الذي عُرض لأول مرة في مهرجان صندانس السينمائي الدولي، ومثل أيرلندا رسمياً في سباق الأوسكار لأفضل فيلم وثائقي عام 2020. يرصد العمل الحياة اليومية تحت الحصار بأسلوب بصري هادئ، كاشفاً الرتابة القاتلة للمأساة، والتناقض بين السعي للحياة والموت المستمر، عبر بورتريهات إنسانية ولقطات أرشيفية توثق تكرار الكارثة عبر الزمن.
أما فيلم "غزة تقاتل من أجل الحرية" (2019) الذي أخرجته الصحافية الأميركية آبي مارتن بالتعاون مع فريق فلسطيني، فيبرز أن المجازر ليست استثناءً، بل جزءاً من واقع متكرر، حيث تحولت الكاميرا فيه إلى أداة مواجهة بجرأة تعادل أصوات المتظاهرين.