
تداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي مقطعًا مصورًا لشاب موريتاني في أحد شوارع الولايات المتحدة الأميركية، وقد بدت عليه آثار الإدمان والتشرّد، بعد أن كان في وقت سابق يرتدي البزة العسكرية ويمثل رمزًا للانضباط والواجب.
المشهد الصادم أثار حالة من التعاطف والجدل، إذ اعتبره كثيرون صورة تختزل معاناة عشرات المهاجرين الذين غادروا البلاد بحثًا عن حياة أفضل، ليجدوا أنفسهم ضحايا الفقر والاغتراب والإدمان.
ويرى متابعون أن مأساة الشاب تعكس واقعًا قاسيًا يواجهه المهاجرون الشباب، ممن يصطدمون بفجوة ثقافية واجتماعية كبيرة عند انتقالهم من بيئة محافظة إلى مجتمع غربي تسوده الفردانية ويغيب عنه دفء الأسرة وروابط القربى.
ويحذّر خبراء من أن أخطر ما يهدد المهاجرين هو الانزلاق نحو الإدمان والتشرّد، حيث تشير دراسات أميركية إلى أن نسبة معتبرة من المشردين في الشوارع هم من الأجانب الذين فشلوا في الاندماج أو بناء حياة مستقرة.
ويؤكد مختصون أن الإشكال لا يكمن في الهجرة بحد ذاتها، بل في غياب التأهيل النفسي والاجتماعي وضعف الخلفية التربوية، إضافة إلى الصورة الوردية المضللة التي يروّج لها الإعلام ووسائل التواصل حول حياة المهاجر.
وطالب ناشطون بضرورة إعادة بناء ثقة الشباب في أوطانهم، وتوفير فرص العمل والعيش الكريم لهم، بدل تركهم فريسة لوهم "الحلم الغربي" الذي ينتهي أحيانًا إلى مآسٍ إنسانية صامتة.