تصاعد أزمة الفنتانيل وسط الجالية الموريتانية في الولايات المتحدة

سبت, 08/30/2025 - 21:48

 تشهد الجالية الموريتانية في الولايات المتحدة أزمة غير مسبوقة مع تفاقم انتشار مادة الفنتانيل القاتلة، إذ يواجه مئات الشباب خطر الإدمان والتشرد والاعتقال، وسط صمت عائلي واجتماعي يضاعف حجم المأساة.

مصدر دبلوماسي أميركي في نواكشوط كشف أن أكثر من ألف موريتاني يقبعون حاليًا في السجون الأميركية بتهم تتعلق بالاتجار أو الترويج أو التعاطي للفنتانيل، الذي بات يُصنف على أنه التهديد الأول لصحة المجتمعات الحضرية الأميركية.

أزمة عابرة للحدود
الأزمة لا تقتصر على الداخل الأميركي، بل ترتبط بتوترات دولية متصاعدة، حيث تتهم واشنطن بكين بتصدير المواد الأولية لصناعة الفنتانيل، قبل أن تنقلها شبكات تهريب إلى المكسيك لتحويلها إلى جرعات جاهزة توزع عبر الحدود الجنوبية للولايات المتحدة، فيما تستخدم كندا أيضًا كنقطة عبور من الشمال.

استهداف المهاجرين الأفارقة
وتشير تقارير ميدانية إلى أن شبكات التوزيع وجدت ضالتها في أوساط المهاجرين الأفارقة، خصوصًا الموريتانيين من المهاجرين غير النظاميين، الذين يعانون من عراقيل قانونية تحول دون اندماجهم في سوق العمل، ما يجعلهم عرضة للاستقطاب مقابل مبالغ مالية زهيدة.
كثير منهم انخرط في التوزيع دون إدراك خطورة المادة، قبل أن ينزلق بعضهم إلى الإدمان المباشر.

تشرد وصمت عائلي
في مدن كبرى مثل واشنطن ونيويورك، تزايدت أعداد الشباب الموريتانيين الذين انتهى بهم الحال إلى الشوارع بلا مأوى، تحت تأثير الإدمان وأعراض الجرعات الزائدة.
ورغم خطورة الوضع، ما يزال الملف محاطًا بجدار من الصمت العائلي في المجتمع الموريتاني، حيث تخشى الأسر من الوصمة الاجتماعية أو الفضيحة، ما يحرم الضحايا من الدعم النفسي والاجتماعي الضروري لمواجهة الأزمة.

تهديد يتسع بصمت
وبحسب بيانات السلطات الأميركية، فإن الفنتانيل أصبح السبب الأول في وفيات المخدرات، إذ تكفي جرعة صغيرة منه لإحداث الوفاة. وقد تضاعفت الوفيات في السنوات الأخيرة، خاصة بين المهاجرين والفئات الأكثر هشاشة.

وبين الفقر والهجرة غير النظامية والسجون والإدمان، يقف مئات الشباب الموريتانيين أمام تحدٍ قاتل، في ظل غياب تدخل رسمي أو مدني قادر على كسر الصمت وفتح نقاش وطني حول حجم الكارثة وتداعياتها.