
تشهد مفاهيم مشاريع التسوية في الصراع العربي الإسرائيلي تحولات متسارعة، عكستها الشعارات التي رُوّج لها منذ هزيمة 1967 وحتى اليوم. فبينما تأسست المرحلة الأولى من "السلام" على مبدأ "الأرض مقابل السلام" وفق قراري مجلس الأمن 242 و338، برز خلال تسعينيات القرن الماضي شعار "السلام مقابل السلام" الذي تجسّد مع انطلاق مؤتمر مدريد 1991.
أما اليوم، فقد طرح الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو صيغة جديدة تحت شعار "السلام من خلال القوة"، بما يعكس – بحسب متابعين – اختلال موازين القوى بين الاحتلال الإسرائيلي والشعب الفلسطيني.
ويشير مراقبون إلى أن مبدأ "الأرض مقابل السلام"، الذي انبثقت عنه مبادرات دولية مثل مشروع روجرز واتفاقية كامب ديفيد 1979، كان يستند إلى قرارات الأمم المتحدة التي نصّت على انسحاب إسرائيل من الأراضي المحتلة عام 1967، مقابل ضمانات متبادلة للسلام.
غير أن تل أبيب رفضت هذه الصيغة، مفضلة مصطلح "إعادة تمركز القوات" على "الانسحاب"، وهو ما عكس – منذ ذلك الحين – توجهها نحو فرض تسويات لا تقوم على قرارات الشرعية الدولية بقدر ما تقوم على موازين القوة الميدانية والسياسية.
وبحسب محللين، فإن التحول الأخير إلى شعار "السلام من خلال القوة" يجسد افتتانًا متزايدًا بالقوة كأداة تفاوضية، ويعكس في الوقت ذاته تراجع مكانة القرارات الأممية في مسار القضية الفلسطينية.