في إطار الاحتفال بالذكرى الخامسة لميلاد موقع الحوادث التابع لمؤسسة الحوادث الإعلامية، الذي احتفلت المؤسسة بذكراه أمس الأحد 26/03/2017 في مقرها المتواضع بحي السعادة المعروف شعبيا ب"ملح"، وذلك تحت عنوان : (سيخسأ أدعياء الكذب..وتظل صحيفة الحوادث في صدارة الإعلام الشريف).
ارتأت المؤسسة أن تقدم ورقة لمن يهمه الأمر عن المؤسسة ومسيرتها الإعلامية، منذ نشأتها وحتى الساعة، تعرض فيها العراقيل والنكبات التي واجهتها المؤسسسة، والظروف التي واكبت نشأتها، والتي كانت تتسم بكثير من الصعوبة والمشقة، في ظل وجود مؤسسات لها تاريخ طويل في الميدان، وساعدتها جذورها العميقة.
في هذه الظروف الحرجة استطاعت المؤسسة من صحيفة الحوادث الأسبوعية التي تصدر عن المؤسسة، والتي استلم مديرها الناشر وضلا عن استلامها يوم 31/05/2007 تحت رقم 120/2007.
ومنذ ذلك الوقت وهي تصدر بانتظام، رغم كل العوائق، في ظرفية زمنية عرفت تنافسا حميما بين المؤسسات التي كانت قائمة، بعضها يوميا، وبعضها أسبوعيا، وبعضها شهريا، ورغم ذلك طغت صحيفة الحوادث بمواضيعها التي تميزت واختصت بها عن غيرها من جميع الصحف الأخرى، والتي شملت مواضيع تناولتها الصحفية بحيادية، ومهنية، منها قضايا شائكة لأنها تلامس العمق الاجتماعي قادتها إلى النيابة والمحاكم وخرجت منها الصحيفة ومديرها الناشر مرفوع الرأس عالي الهامة، بسبب دقة مصادره وصحتها، جعلت الأدعياء يلوذون ويتخلفون عن محاميهم، ويطلبون فسخ التعاقد معهم حتى لا تفضحهم أمام القضاء، وحققت بذلك السبق بأنها كانت أول صحيفة تقدم للعدالة أكثر من 20 مرة، وفي كل مرة تخرج من الموضع كما تسل الشعرة من العجين.
فكرة إنشاء صحيفة الحوادث
لم تات فكرة إنشاء صحيفة الحوادث، من إملاء وزير أو رجل أعمال أو سياسي، يبحث من ورائها تنميق وشهرة.. وإنما ظهرت فكرة إنشاء صحيفة الحوادث بعد تخمر في رأس صاحبها، الذي كان قد خرج حديثا من سلك الشرطة بعد خدمة فيه دامت أكثر من 10 سنوات، حقق فيها نجاحا متميزا يشهد به له الجميع، وذكرى لا تزال تهز أو كار الجريمة وقلب أعتى المجرمين.
وتمخض الفكرة عن استصدار وصل استلام لها لصحيفة الحوادث، بعد التحاقه بالعمل في مؤسسة الحرية للإعلام، والتي عمل فيها رئيس تحرير لملحق الحوادث، ومن تجربته تلك توسعت الفكرة مع الوقت، خاصة مع انتشار صحيفة الحرية، وتعلق القراء بها لما تنشره من ملفات وأخبار يومية ساخنة، كان يترقبها المواطن بفارغ الصبر في نهاية كل أسبوع ليقراها في ملف الحرية وبفضل تلك الملفات والأخبار كانت توزع أكثر من 2.500 نسخة أسبوعيا من جريدة الحرية.
العمل على تجسيد الفكرة
وبعد أن ترك ولد محمد أحمد حبيب الله(ولد أحمدو) التتلمذ على الصحفي المدير الناشر ومدير التحرير لصحيفة الحرية، وأخذ عنه أبجديات التحرير والعمل الصحفي الرصين، الشريف المتقن، وهو دأب الصحفي نعه عمر في عمله.
تفرغ ولد أحمدو للصحيفة الجديدة، وتكلف رغم ضيق اليد مصاريف جهاز معلوماتي وآخر للسحب باع لأجلها سيارة 205 كانت لديها، وتعاون معه بعض المهندسين الذين يكن لهم الكثير من التقدير والاحترام ، والذين لولا فضلهم وكرمهم لما كانت الصحيفة تجاوزت العتبة ووصلت إلى القراء الذين كانوا يزدحمون كل صباح أحد ليتلقفوها بنهم،وهؤلاء هما: المهندسين الحضرامي مخرج بوكالة الأنباء، والمهندس المدني مخرج يومية الأمل المستقلة، والذي عانى الكثير وتبرع طاقته وجهده من أجل أن تكون الصحيفة..كما أشكر الزميل الخلوق، صاحب الأخلاق العالية،والصحفي الذي أثارت تحقيقاته اهتمام القراء،والتي كشفت عن الكثير من الفساد في مفاصل الدولة والمؤسسات العمومية، حبيب المعروف ب(حبيب القرشي). .
هذه المرحلة من فترة النشوء كانت صعبة، وكلفت الكثير من الجهد، ومع ذلك لم تدفع المدير الناشر، أو فردا من طاقم المؤسسة أن يلجأ إلى ما يخالف الأخلاق المهنية وشرف الصحفي، فلم يكن أن شوهد المدير يتطفل على مكاتب المدراء أو الوزراء يمارس التسكع عليهم أو الابتزاز لهم.
وطيلة فترة الاستمرار ظلت صحيفة الحوادث على قائمة الصحف المقروءة ، وبفعل تأثير الأخبار والملفات التي تتناولها، وصل سحبها إلى 2000 نسخة أسبوعيا، ودام لها تصدر قائمة الصحف المقروءة أكثر بعد تولي محمد الأمين قسم التوزيع فيها، فقد وصلت على يد هذا الرجل أعلى قمة يمكن أن تصل إليها صحيفة ، بفضل إخلاصه وأمانته، والذي ما يزال حتى اليوم يرعاها بصفته المدير المالي والإداري لها ويرعاها، بالإضافة إلى موقعها الحودث إنفو.
اجتياز العراقيل
وقد تعرضت الصحيفة لمجموعة من الضربات القوية، بسبب الملفات التي كانت إبرًا تغرز في نحور أعداء الدولة والمواطن، والذين كانوا يتصيدون لها لأسباب لضربها.. فكانت أولى الضربات إقصاءها من دعم النشر الذي علن عنه في عهد حكومة الرئيس سيدي ولد الشيخ عبد الله، رغم استنكار الجميع للإقصاء الذي استهدفها وحدها من بين الصحف التي تحافظ على صدورها بانتظام ، مع أن الاستفادة من هذا القرار شملت بعض الصحف التي لم يكن لها وجود أصلا.. ورغم ذلك ظلت الصحيفة تحافظ على اسمرارها رغم المبالغ الباهظة التي تدفعها ثمنا للطبع في المطبعة الوطنية حتى فرضت نفسها بين الصحف المدعومة .
والضربة الثانية: إقصاءها من جميع الدعم الذي كانت الوزارات والإدارات والمؤسسات تقدمه للصحف في إطار اشتراكات، بسبب رفض مديرها لاذعان لإملاءات تتنافى مع هدف الصحيفة، والذي لا يقبل مديرها الناشر المساومة عليه.
ومع انتشار العولمة، وانتشار مواقع التواصل الاجتماعية، ودخول مواقع الأخبار الفضاء الإعلامي جسدت الصحيفة وجودها في الساحة رغم المنافسة الشديدة،وفي هذه الظروف دخل مجال الإعلام جماعات من الشباب المغمورين، ومن دخل الإعلام عبرها المهندس عالي محمد الذي ساهم بكتابة موضوع أو اثنين في المجال السياسي تحت عنوان (أوباميات)، وقتها كان الأستاذ (مفتش حاليا)محمد ولد الشيخ يرأس تحرير الصحيفة، ويحتضن أجهزتها في منزل أسرته في بغداد، كرما منه .. وهنا أنوه بالدور الكبير الذي لعبه هذا الأستاذ والصديق العزيز من أجل أن تكون هذه الصحيفة، من جهد تحريري، ومادي بذله ، لا يريد من ورائه مكسب مادي ،وإنما حرصا منه على مساعدتي .
وفي هذه الفترة وخلال اللقاءات التي كنا نعقدها يوم التحرير والإخراج بمنزل أسرة الأستاذ كان المهندس عالي محمد غير مرتاح لتوزيعها وتنظيم ميزانيتها، وطلب مرارا أن تسند إليه هذه المهمة.. لكن لضرورة كانت تربط المدير ب بمحمد الأمين تلكأ عن إجابة الطلب.. وعلى اثر ذلك اختفى المهندس في مشاغله، وظلت العلاقة حميمة بتجدد اللقاءات العابرة، كان يترك في أشارات خلال الأحاديث المعنى برغبته في شراءها تارة، وتارة بتولي أدارتها مقابل مردود مادي، ولكن كنت أرد على طلباته، وإشاراته بالرفض .. وبعد فترة وجيزة أصدر المهندس وصل استلام لصحيفته الحياة التي اختطفت الساحة بمواضيع الحوادث.
ثم جاء إعلان الدولة عن دعم الصحافة والذي تم توزيعه عبر لجنة دعم الصحافة التي تشكلت في ظروف وتحت تأثير مصلحة النظام، فتبني القائمون على الدعم مؤسسات تتوكأ على الساسة والنافذين عن طريق التخابر والتجسس، فاستفادت مؤسسات يديرها عسكريون، ومخبرون، وأقصيت الحوادث، مع أن فيها جميع المعايير المطلوبة.
في هذه الفترة كان المدير الناشر للصحيفة مشغولا، يعكف على دراسة عليا في التاريخ أخذت جميع وقته، غير أنه كان يحافظ على أن تظل الصحيفة في الساحة، وتوالت السنوات الأخير ،ولجنة الدعم مصرة على إقصائها في كل دورة، لاعتبارات منها رفض مديرها التخندق في دوامة تعزز صحافة الموالاة لشبكات المصالح الشخصية، وخنق الحرية والشرف الصحفي.
الحوادث لم تباع .. تحت أي ظرف
المهم أن المدير الناشر للحوادث، رفض تحت أي ظرف التخلي عن صحيفة الحوادث، وعندما تحولت الصحف الورقية إلى مواقع، بسبب عزوف القارئ عن مطالعة الصحف الورقة، وتوجه لمطالعة المواقع، أصدر المدير وصل استلام موقع الحوادث ضمن إطار مؤسسة الحوادث تحت رقم 13/2013 بتاريخ 26/03/2013 صادر عن وكالة الجمهورية، بمحكمة ولاية نواكشوط، والذي نحتفل بذكراه الخامسة اليوم، والذي ينشط الآن وتُغذى منه الكثير من المواقع التي تحتل الصدارة في موريتانيا الآن.
وما يتردد عند البعض ، أو يدعيه آخر من أن محمد أحمد حبيب الله(ولد أحمدو) باع ترخيص صحيفة الحوادث، أو استأجرها،أو تنازل عنها لشخص(...) عار من الحقيقة.
صحيح أن البعض استغل طيبة القارئ تلاعب عليه وبالقانون واستصدر وصل استلام على تحت عنوان أخبار الحوادث، وأدرج أخبار في عنوان الصحيفة بحجم صغير بينما كتب الحوادث بالبند العريض حتى تظهر وترتبط عند القارئ باسم الحوادث.. وعلاقتنا الحميمة والوطيدة عرفيا،بهذا الشخص جعلتنا نربأ عن الحديث في الموضوع أو الخوض فيه، مادام يعود إليه بمصلحة.ز حتى أني تعاقدت معه على تغذيته عند موثق عقود مقابل 70.000 شهريا، وقبل أن ينتهي الشهر الأول طلب مني فسخ العقد لأن مصاريف الصحيفة لا تغطي مصاريفها، وتنازلت له عن بقية الفترة.
نعد القراء بأننا سننهض ونختطف الواجهة من جديد
وحتى نكون صريحين أكثر صحيفة الحوادث الورقية والأكترونية، اللتين تصدران عن مؤسسة الحوادث الإعلامية، قائمتان، ويرفض صاحبهما التنازل عنهما تحت أي ظرف، وما يشاع في صالات تجمع الصحافة من بيع أو تنازل عنها كذب.
وقد قرر أخيرا مدير المؤسسة التفرغ لهما، والعمل على تعزيز وجودهما، وإعادتهما إلى مكانتهما التي تميزا بها عن غيرهما من الصحف، وذالك بعد أن اجتاز الدراسات التي كان منشغلا فيها.
وفي الختام نثمن عاليا جهد كل ما تعاطف معنا، وساندنا في ظرفية حرجة مررنا بها، خلال مسيرة المؤسسة، كما نشكر كل الذين ظلوا أوفياء لنا يبحثون عنا، ويتصلون لتفقد حالنا، و نعد بأن وفاءنا لهم يتجدد مع الزمن.