
أعدّ موقع Caliber الأذري الاقتصادي الدولي تقريرًا موسعًا حول انضمام موريتانيا رسميًا إلى قائمة الدول المصدّرة للغاز الطبيعي المسال، عقب إطلاق مشروع "السلحفاة الكبرى أحميم" (GTA) هذا العام.
وأكد التقرير أن هذه الخطوة تمثل تحولًا استراتيجيًا قد يعيد رسم مكانة موريتانيا في سوق الطاقة العالمية، ويجعلها في صدارة الدول المصدّرة للغاز الطبيعي المسال، في وقت تشهد فيه سلاسل التوريد ومعايير الوصول إلى الأسواق إعادة تشكيل على المستوى الدولي.
وأوضح الموقع أن المشروع، الذي تديره شركة BP بالشراكة مع Kosmos Energy وSMH (موريتانيا) وPetrosen (السنغال)، يُعد استثمارًا ضخمًا يناهز 5 مليارات دولار في مرحلته الأولى، ويعتمد على تقنية التسييل العائم. وأضاف أن التنفيذ المحكم للمشروع يمنح موريتانيا ميزة تنافسية بالمقارنة مع مشاريع مماثلة في مناطق تعاني من عدم الاستقرار مثل موزمبيق.
ولفت التقرير إلى أن إمكانات موريتانيا في مجال الطاقة لا تقتصر على مشروع GTA، إذ يُقدّر احتياطي حقل "بير الله" الواقع بالكامل في المياه الموريتانية بحوالي 50 تريليون قدم مكعب، إضافة إلى امتلاكها موارد وفيرة من الطاقة الشمسية وطاقة الرياح، وموقعًا أطلسيًا استراتيجيًا يضعها على بُعد أيام قليلة من الأسواق الأوروبية.
وأشار التقرير إلى أن الحرب في أوكرانيا عجّلت بمراجعة أوروبا لاستراتيجياتها في استيراد الغاز، متجهة إلى دول مثل الولايات المتحدة وقطر وأذربيجان والجزائر، مؤكداً أن وصول أولى شحنات الغاز المسال الموريتانية يأتي في لحظة تبحث فيها الأسواق الأوروبية بجدية عن مصادر جديدة وموثوقة.
وفي جانب التحديات، أشار الموقع إلى أن موريتانيا مطالَبة بضمان أسواق مستدامة، ليس فقط عبر حجم الكميات المصدرة، بل أيضًا من خلال الامتثال لمعايير الانبعاثات الكربونية والشفافية في التعاقدات، معتبرًا أن قيمة الغاز الموريتاني بالنسبة لأوروبا ستُقاس بمدى التزام نواكشوط بمعايير الاستدامة والحَوْكمة الرشيدة.