
احتشد الآلاف من التونسيين، إلى جانب سياح أجانب من دول عربية وعالمية، في ميناء سيدي بورسعيد بالعاصمة التونسية، لاستقبال السفن الإسبانية الثلاث الأولى المشاركة في "أسطول الصمود العالمي" الهادف إلى كسر الحصار عن قطاع غزة.
ورفع المشاركون الأعلام الفلسطينية وأعلام دول عدة، مرددين شعارات: "فلسطين حرة"، "افتحوا المعابر"، و"بالروح بالدم نفديك فلسطين"، في مشهد تضامني بارز جمع ما بين وفود من أكثر من 45 جنسية.
وقال نبيل الشنوفي، عضو اللجنة المنظمة للأسطول، إن العدد الإجمالي للسفن المشاركة سيبلغ 52 سفينة، تحمل ما بين 500 و800 ناشط من 44 دولة، على أن تنطلق رسميًا نحو غزة يوم الأربعاء المقبل بعد استكمال بعض التحضيرات والصيانة الفنية. وأضاف أن سفنًا أخرى من إيطاليا واليونان ستنضم للأسطول في وقت لاحق.
وأكد مشاركون من دول عربية وخليجية أن الهدف من التحرك هو كسر الحصار المفروض على غزة منذ سنوات، فيما أشار علي كراكبي، أحد النشطاء، إلى أن فلسطين "تجمع مختلف الجنسيات على هدف واحد". بدوره، قال سامي عبد العزيز من البحرين إن مشاركته تأتي ضمن "سفينة الصمود الخليجية" بمشاركة وفود من البحرين وقطر والكويت وعُمان.
ويشارك في الأسطول عدد من البرلمانيين، بينهم نواب تونسيون أعلنوا عن تشكيل لجنة لمتابعة وتأمين الرحلة، مع مقترحات لتوسيعها إلى لجنة برلمانية دولية تحسبًا لأي اعتداء من جيش الاحتلال الإسرائيلي.
ويُنظم "أسطول الصمود" عبر تنسيق بين منظمات دولية، منها "تحالف أسطول الحرية" و"الحركة العالمية إلى غزة"، في محاولة لفتح ممرات إنسانية عبر البحر، وسط تحذيرات أممية من تفاقم المجاعة ونقص الإمدادات الأساسية في القطاع.
ويأتي التحرك المدني الأكبر من نوعه منذ سنوات، على وقع حصار وعدوان إسرائيلي مستمر منذ 7 أكتوبر 2023، خلّف أكثر من 64 ألف شهيد و162 ألف جريح، إلى جانب آلاف المفقودين ومئات آلاف النازحين، فيما أزهقت المجاعة أرواح 382 فلسطينيًا بينهم 135 طفلًا، وفق أحدث الإحصاءات الفلسطينية.