شهدت الحدود الشمالية فترات من عدم الاستقرار بسبب الوجود المكثف للجماعات الإسلامية التي تنشط في التهريب، وترصد الأجانب واختطافهم، لمبادلتهم بسجناء من الحركة، وطلب فدية مقابل تسريهم.. وحاولت الحكومة الموريتانية من خلال استراتيجية شراكة أمنية مع دول المجاورة والتي تعاني من نفس المشكل(الجماعة السلفية او القاعدة في المغرب العربي)، أن تضع حدا لتلك الاستفزازات، والتهديدات، فعزز النظام الموريتاني القدرات الدفاعية على الحدود، وقاد الجيش حملة شرسة لمطاردة الجماعات المتطرفة داخل الأدغال المالية، وهو الحدث الذي استنكره الكثير من القوى في المعارضة،وذهبت الى اتهام النظام باختراق القوانين المنظمة للحدود الدولية، ودفع الجيش الموريتاني في متاهات انتحارية لا قبل للجيش الموريتاني الذي يعتمد على ترسانة هشة حسب دعوى المعارضة.
جاء بعد ذلك إرهاصات أجهضت بها قوات الجيش المرابطة على الحدود الكثير من عمليات التهريب، حيث أحبطت تهريب آلاف الكلوغرامات من المخدرات البالغة التأثير.. من بودرة الكوكايين، والهرويين، والحجر المغربي.. وتم ضبط رؤوسا تنشط في ميدان التهريب، والتعامل مع خلايا القاعدة، مرشدين و أدلاء، ووسطاء بينهم مع جهات أجنبية.
وقد لاشك أن الجهود التي بذلها الجيش، وكان لها الدور الكبير في توطيد الرقابة على الحدود، مما أثر إيجابا وأتى أكله، بالنتائج التي تحققت في فترة وجيزة، كان وراءها سر..؟
تجليات هذا السر الذي لا يريد الجيش أن يظهر عليه أحد.. يتلخص في تعاونه – للجيش- مع جهة من قطاع الشرطة، كانت وراء جمع المعلومات التي كشفت عن تلك العصابات، وقامت بمتابعتها حتى صارت في متناول الجيش الذي لعب دور الهجوم والقبض.
هذه الجهة التي تعاون معها الجيش وكانت وراء العمل الجبار الذي يحسب اليوم في وسائل الإعلام المرئية والمسموعة للجيش تعرف بالمكتب الوطني لمكافحة المخدرات التابع لإدارة الشرطة القضائية بالإدارة العامة للأمن الوطن، والذي يخضع أفراده اليوم لتصفية سيكون لها بالغ أثر عليه، خاصة أن الشخص الذي استهدف من بين جميع أفراد المكتب، يشهد الجميع على أنه هو القلب النابض، والشريان الذي يعتمد عليه المكتب.
وتأتي تصفية الرقيب الأول أحمدفال صاحب الخبرات العالية في مجال المخدرات والبحث في ميدان الشبكات الداخلية والدولية، والذي برهن من خلال نشاطه في المكتب خلال ما يربو على 23 سنة، حيث واكب انتشاء المكتب، ورافق تطور جريمة انتشار المخدرات في موريتانيا مما جعل لديه خلفية وثقافة واسعة عن الميدان،وساعده أكثر التكوينات العالية التي بعث للاستفادة منها من طرف الإدارة العامة حول المجال، في دول عربية وافريقية .
لا أحد يمكن حتى الآن يمكن أن يقدم تفسيرا حول الأسباب التي دفعت بالمفوض الجديد الذي على المكتب الضابط عبد الفتاح ولد حباب إلى إبعاد الرقيب الأول احمدفال، رغم حاجة المكتب الماسة إلي خبرته وجهده.. رغم أن البعض يفسر الأسباب بأنها ناتجة خلاف بين رئيس المكتب السابق الضابط ولد النجيب ، والذي كان يثق في الرقيب الأول.. وهذه الثقة، جعلت رئيس المكتب الجديد عبد الفتاح يعتبر أن ولاء الرقيب الأول سيظل لولد النجيب،حسب ما يعتقد البعض.
ثم أن الضابط عبد الفتاح ولد حباب رئيس المركز الجديد، والرقيب الأول أحمد فال كانا من ضحايا الملف ب"RP521 " المعروف ب (ملف آم) الذي افتعله جهاز الأمن المتحكم في فترة نظام ولد الطائع لتصفية البعض منهم حسب ما كشفت عنه الحقائق بعد ذلك... كما أن ابعاده عن المكتب ستكون فيه خسارة كبيرة للمكتب.
قبل سنوات قام ضابط تم تعيينه على المكتب بابعاد الرقيب الاول حيث تم تحويله إلى سرية لحفظ الناظام بنواذيبو، وعاش اثر ذلك المكتب الكثير من المشاكل بسبب عدم وجود خبير في الميدان، وعلى اثر ذلك وجد مهربي المخدرات في الداخل والخارج الارض صالحة فباضوا وفقسوا، حتى اضطرت الادارة العامة على إعادته للمكتب، لاكتشافها أن المكتب من غير أحمدفال يعادل صفر.