
غادرت صباح اليوم الاثنين آخر السفن الإسبانية المشاركة في "أسطول الصمود العالمي" الميناء الترفيهي بمدينة بنزرت شمالي تونس، متجهة نحو غزة، لتنضم إلى أكثر من 20 سفينة أبحرت من الميناء نفسه، من بينها سفينتا "ألما" و*"العائلة"* اللتان تعرضتا سابقا لهجومين بطائرات مسيّرة في ميناء سيدي بوسعيد، يشتبه ناشطون أنها تابعة للاحتلال الإسرائيلي.
وفي موازاة ذلك، أبحرت من ميناء قمرت بالعاصمة تونس ثلاث سفن جديدة تحمل أسماء "ميا ميا" و*"ألكاتالا"* و*"ماجيتا"* (التي تحمل اسم الطفلة الفلسطينية الشهيدة هند رجب)، وذلك ضمن القافلة المغاربية المؤلفة من 23 سفينة، في انتظار انضمام أخرى خلال الساعات المقبلة. كما شهد ميناء سيدي بوسعيد، مساء الأحد، انطلاق سفينة "علاء الدين" وعلى متنها نشطاء من جنسيات مختلفة، في أجواء وداع جماهيرية مهيبة.
توديع تاريخي
واحتشد مئات التونسيين في هذه الموانئ، رافعين الأعلام الفلسطينية ومرددين هتافات النصر لغزة، فيما تعالت الزغاريد والأهازيج الوطنية وأغاني المقاومة، في مشهد غير مسبوق عكس قوة التضامن الشعبي مع الفلسطينيين. وغصّت الساحات المحيطة بالموانئ بالمودّعين الذين تابعوا بعيون دامعة وقلوب مشدودة مشهد السفن وهي تغادر الشاطئ متوجهة نحو عرض البحر.
بحّار ستيني في الصفوف الأمامية
ومن بين المتطوعين البارزين في سفينة "علاء الدين"، يشارك البحّار التونسي محسن السويسي (61 عاما) القادم من محافظة نابل، بصفته ربانًا لإحدى سفن "أسطول الصمود المغاربي". السويسي، وهو صاحب شركة متخصصة في صيانة السفن والملاحة البحرية، قال في تصريح للجزيرة نت إنه وضع خبرة تزيد على أربعة عقود في خدمة هذا التحرك الإنساني.
وأضاف السويسي: "تركت خلفي زوجتي وأبنائي وعملي، لكن ما أشاهده يوميا من دمار وقتل في غزة يجعلني أشعر أنني مضطر للتحرك وفعل أي شيء لدعم إخوتنا هناك."
ويضم "أسطول الصمود العالمي" نحو 50 سفينة أبحرت من عدة موانئ حول العالم، في محاولة لكسر الحصار المفروض على قطاع غزة منذ سنوات، وسط مخاوف من تعرضها لاعتداءات إسرائيلية خلال رحلتها.