قصة من صفحة المدونة والناشطة الاجتماعية عواطف الغزالي، ننقلها كما كتبتها المدونة:
"كنتُ جالسة في الغرفة المخصصة للأطفال في المركز الوطني للأنكلوجيا أُقَلِّبُ بعض الأوراق وأنتظر مجيء الأطفال ..
سمعت صوت صراخ طفل يبكي بحرقة لم أستطع أن أتحرك من مكاني لأني لا أتحمل رؤية دموعه ..كنت أجلس مديرة بظهري لباب الغرفة لكن الصوت اقترب أكثر وأكثر حتى صار داخل الغرفة فانحنت مني التفاتة خفيفة لأشاهد رجلا أربعينيا يحمل طفلا صغيرا أنخر الكيماوي عظمه فعدت بوجهي إلى الأوراق بيدي وقلت بصوت مخنوق "هو شماسي" أجابني والده "لباس ألا ماهو هاني بيه الألم" وانحنى على لعبة وأمسك بها وقال "شوف ذ" لكن الطفل رفض اللعبة وواصل بكاءه المبكي والمؤلم حينها خرج به والده من الغرفة وبقيت أنا ودموعي ..فكرت أن ٱخذ قطعة شوكولا إليه عله يسكت وينسى قليلا وقفت واستخرجت قطعة شوكولا ووضعتها في أحد جيوب القميص الذي أرتدي والذي قد نقش عليه اسم #أسعد_تسعد ثم وضعت كلتا يدي في جيبي القميص وتقدمت باتجاه الباب ..كانت والدة الطفل تقف أمام الغرفة مباشرة وعلى بعد مترين وتحمل طفلها وتهزه وقعت عيناي في عينيه الممتلئتين بالدموع أشحت بوجهي قليلا وواصلت طريقي نحوه حتى وصلته..سلمت على والدته وأمسكت بيده الصغيرة النحيلة وقبلتها ثم سألت أمه عن اسمه وعمره اخبرتني أنه يدعى سيد أحمد وعمره عشرة أشهر ويعاني ٱلاما حادة على مستوى البطن ..كان بكاؤه لايزال متواصلا استخرجت القطعة من جيبي ومددتها له وقلت محاولة أن أبتسم وأن أداري ألمي "هاك وني بيك" نظر في وجهي وحاول أن يبتسم لكن موجة ألم انتابته فصرخ وازداد بكاؤه حينها سقطت القطعة من يدي التي ارتجفت ألما وحزنا ..انحنيت على القطعة ومسحت دموعي وأخذتها ومددتها مجددا فأمسكت أمه بها وقالت له "شوف شوكولا امالك تبغيها" نظر باتجاهي وباتجاه الشوكولا وأخذها وابتسم ..قبلت كلتا يديه وودعته وعدت إلى الغرفة لأطلق لدموعي عنان النزول.."