شهد خطاب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة مشهدا غير مسبوق، تمثل في انسحاب عدة وفود دبلوماسية فور صعوده المنصة، في تعبير وصفه محللون بأنه صدمة لنتنياهو، وتجسيد لعزلة إسرائيل الدولية المتفاقمة بسبب حربها على قطاع غزة.
ورغم اعتبار بعض المراقبين ما حدث "مجرد عمل مسرحي"، فإن مشهد المقاطعة شكل دليلا واضحا على حجم الرفض الدولي للجرائم المرتكبة ضد الفلسطينيين، وجاء تتويجا لجملة مواقف وخطوات اتخذتها دول ومنظمات في الأسابيع الأخيرة.
فخلال رحلته من تل أبيب إلى نيويورك، اضطر نتنياهو لتغيير مسار طائرته خشية توقيفه في دول موقعة على نظام روما للمحكمة الجنائية الدولية، التي تطالب باعتقاله. كما سارعت عدة دول للاعتراف بالدولة الفلسطينية، في مواجهة مساعيه لإجهاض هذا المسار عبر تهجير سكان غزة وضم الضفة الغربية.
وفي السياق ذاته، فرضت دول مثل إسبانيا والنرويج حظرا شاملا على تصدير الأسلحة لإسرائيل ومنع مرور وقود الطائرات إليها، فضلا عن حظر استيراد منتجات المستوطنات غير القانونية.
وفي خطوة وُصفت بالتاريخية، أوقفت شركة "مايكروسوفت" بعض خدماتها السحابية عن وزارة الدفاع الإسرائيلية بعد ثبوت استخدامها في استهداف المدنيين.
هذه التطورات عززت من عزلة إسرائيل الخارجية، فيما تتسع داخليا رقعة الاحتجاجات المناهضة للحرب، التي خرجت عن نطاق تل أبيب لتشمل مدنا إسرائيلية أخرى.