مقال جديد يناقش حدود التفسير الثقافي لأزمة تخلف الأمة الإسلامية

اثنين, 09/29/2025 - 23:33

 

تناول مقال فكري حديث جدل المفكرين والمثقفين العرب والمسلمين حول أسباب تخلف الأمة الإسلامية منذ سقوط الدولة العثمانية وحتى اليوم، مبرزًا هيمنة ما يعرف بـ"التفسير الثقافي" على هذا النقاش، ومشيرًا إلى ما يعتريه من مكامن ضعف.

وأوضح المقال أن شخصيات مثل شكيب أرسلان كانت ترى في العمل والجهد سبيلًا لإنقاذ الدولة العثمانية، بينما ذهب آخرون كمحمد عبده وعبدالرحمن الكواكبي إلى البحث عن بدائل للخلافة، في حين اعتبر طه حسين أن الخلافة الراشدة لم تتجاوز عهد الخلفاء الأربعة الأوائل. وتطورت هذه المقولات لتتحول إلى سرديات ثقافية تُرجع أسباب التراجع الحضاري إلى "الفتنة الكبرى" وما تلاها من تحولات.

وأشار المقال إلى أن مفكرين معاصرين، مثل محمد عابد الجابري، جورج طرابيشي، ومحمد أركون، استندوا إلى هذا التفسير الثقافي في قراءة التراث، حيث تم اختزال العقل السياسي العربي في مفاهيم مثل "القبيلة والعقيدة والغنيمة"، فيما برزت أطروحات أخرى عن "أزمة العقل العربي" و"غياب النظرية السياسية".

غير أن الكاتب يرى أن التفسير الثقافي ـ الذي يعتمد على استقراء الماضي لتفسير الحاضر ـ قد تحول إلى حلقة مفرغة، تعيق بناء رؤية مستقبلية متوازنة، داعيًا إلى تجاوز السرديات التاريخية الاختزالية نحو نماذج معرفية جديدة قادرة على قراءة الواقع وصناعة المستقبل.

وختم المقال بدعوة إلى التحرر من المقولات السلبية التي تُشيع روح الإحباط وتكرّس العجز، مؤكدًا أن بناء وعي إيجابي جامع شرط أساسي لنهضة الأمة.