عامان من الحرب علي غزة:الصحفيون هدف مباشر لقوات الاحتلال واستهداف ممنهج للحقيقة

ثلاثاء, 10/07/2025 - 21:51

 على مدى عامين من الحرب الإسرائيلية المتواصلة على قطاع غزة، تحوّل الصحفيون الفلسطينيون إلى هدف مباشر لقوات الاحتلال، في ما تصفه منظمات حقوقية بأنه استهداف ممنهج للحقيقة ومحاولة لفرض الرواية الإسرائيلية الوحيدة.

وبحسب بيانات المكتب الإعلامي الحكومي ونقابة الصحفيين الفلسطينيين، فقد استشهد 254 صحفيًا وصحفية منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، في حصيلة غير مسبوقة في تاريخ العمل الصحفي العالمي.

وأكدت النقابة أن بين الضحايا 27 صحفية، بينما أُصيب 433 صحفيًا بجروح متفاوتة، واعتُقل 48 آخرون أثناء تغطيتهم للعدوان الإسرائيلي المتواصل على القطاع.

وتشير تقارير ميدانية وأممية إلى أن قوات الاحتلال تستهدف الصحفيين والمؤسسات الإعلامية بشكل متعمّد، رغم تمتعهم بحماية خاصة بموجب القانون الدولي الإنساني، في محاولة لـ“طمس الحقيقة وفرض الرواية الإسرائيلية”.

تدمير ممنهج للمؤسسات الإعلامية

ووفق بيانات رسمية فلسطينية، دمّر الاحتلال 12 مؤسسة صحفية ورقية، و23 رقمية، و11 إذاعة، و16 فضائية، إضافة إلى 5 مطابع كبرى، و22 مطبعة صغيرة، و53 منزلاً لصحفيين.

وقدّرت الخسائر المادية للقطاع الإعلامي بأكثر من 800 مليون دولار، فيما تواصل 143 مؤسسة إعلامية فقط عملها رغم القتل والتدمير.

وشملت الاعتداءات استهداف مراسلي قناة الجزيرة، حيث استشهد 11 صحفيًا ومصورًا في غارات إسرائيلية مباشرة أثناء أداء مهامهم الصحفية.

الأكثر دموية في تاريخ الصحافة

وأكدت اللجنة الدولية لحماية الصحفيين أن الحرب الإسرائيلية على غزة هي “الأكثر دموية في تاريخ العمل الصحفي”، إذ تجاوز عدد الصحفيين الذين قتلوا فيها نظيرهم في الحرب العالمية الثانية (69 صحفيًا)، وفي حرب فيتنام التي استمرت عقدين (63 صحفيًا).

وفي السياق ذاته، قالت المقررة الأممية لحقوق الإنسان في الأراضي الفلسطينية فرانشيسكا ألبانيزي إن الاحتلال “قتل في غزة عددًا من الصحفيين يفوق مجموع من قُتلوا في الحربين العالميتين الأولى والثانية مجتمعتين”.

حرب على الصوت الحر

ومنذ اندلاع الحرب، منعت إسرائيل دخول الصحفيين الأجانب إلى القطاع، وسمحت فقط لوسائل الإعلام المرافقة لجيشها بالدخول، ما جعل العالم يعتمد في تغطيته على الصحفيين الفلسطينيين المحليين الذين يعملون في ظروف قاسية وتحت تهديد دائم.

ويقول مركز حماية الصحفيين الفلسطينيين إن ما يجري في غزة هو “إحدى أوسع وأبشع الجرائم بحق الصحافة في التاريخ الحديث”.

ورغم الجوع والنزوح وفقدان الأحبة، يواصل الصحفيون الفلسطينيون توثيق المأساة اليومية لشعبهم، في وقت حذّر تقرير مشترك لمنظمتي مراسلون بلا حدود وأفاز (Avaaz) من أنه “بهذا المعدل من القتل، قد لا يتبقى قريبًا أي صحفي لتغطية أخبار غزة”.

وبرغم الاستهداف والدمار، ما تزال عدسات وأقلام الصحفيين في غزة تنقل للعالم مشاهد المجاعة والدمار والمعاناة اليومية لشعب محاصر، في مواجهة صمت دولي مريب أمام واحدة من أبشع الجرائم ضد الصحافة وحرية الكلمة في العصر الحديث.