بعد مرور 735 يوما على حرب الإبادة التي شنها الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة، بدأ مئات الآلاف من الفلسطينيين اليوم العودة إلى مدينة غزة ومناطقهم السكنية، رغم الدمار الواسع الذي لحق بالبنية التحتية والمنازل.
ويأتي هذا التحرك عقب دخول اتفاق وقف إطلاق النار حيز التنفيذ وانسحاب جيش الاحتلال نحو الخط الأصفر، في وقت تتواصل فيه الجهود الإقليمية والدولية لضمان صمود الهدنة وتنفيذ بنود الاتفاق.
وقال الرئيس الأميركي دونالد ترامب إن الاتفاق يمثل "صفقة عظيمة لإسرائيل وللعرب والمسلمين وللعالم أجمع"، مؤكدا عزمه زيارة إسرائيل ومصر، ومعلنا أن "الرهائن سيعودون يوم الاثنين، وأن نحو 28 جثة سيتم استعادتها". وأضاف أن "الشرق الأوسط بأسره سينعم بالسلام، وستُعاد بناء غزة بدعم من عدة دول غنية".
وفي بيان مشترك، أكدت حركتا حماس والجهاد الإسلامي والجبهة الشعبية أن الاتفاق يشكل "فشلا سياسيا وأمنيا لمخططات الاحتلال"، مشددين على رفض أي وصاية أجنبية وداعين إلى "بدء مسار وطني موحد بين جميع الفصائل".
من جهته، أعلن الاتحاد الأوروبي استعداده للمساهمة في تنفيذ خطة إنهاء الحرب وإعادة إعمار غزة، داعيا إلى "وقف دائم لإطلاق النار وضمان دخول المساعدات الإنسانية".
وفي السياق الإنساني، قال المدير العام لوزارة الصحة في غزة، الدكتور منير البرش، إن القطاع الصحي يواجه "كارثة إنسانية حقيقية" مع تدمير المستشفيات ونقص الأدوية والمعدات، مشيرا إلى الحاجة العاجلة إلى "قوافل إمداد مستمرة وأطباء متخصصين ومولدات كهرباء".
ورغم بدء مرحلة الهدوء النسبي، تواصل قوات الاحتلال اقتحاماتها في مدن وقرى الضفة الغربية، بينها نابلس وسلواد ونعلين، وسط إطلاق نار واعتقالات متفرقة.
ويترقب الفلسطينيون تنفيذ بنود الاتفاق بشكل كامل، مع آمال بأن تفتح هذه المرحلة الطريق أمام سلام دائم يعيد الحياة إلى غزة بعد عامين من الحرب والدمار.