إسرائيل تتجه نحو انتخابات مبكرة بعد حرب عامين واتفاق شرم الشيخ برعاية ترامب

سبت, 10/18/2025 - 22:10

 تتزايد المؤشرات في إسرائيل على احتمال التوجه إلى انتخابات مبكرة مطلع العام المقبل، بعد حرب استمرت لعامين، توقفت فقط بتدخل مباشر من الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب، الذي سعى – وفق مراقبين – إلى إنقاذ إسرائيل من نفسها بعد تدهور صورتها في العالم.

ويرى محللون أن أزمة الثقة العميقة التي خلفتها الحرب لا تقتصر على العلاقة بين الجمهور والحكومة، بل تمتد إلى الجيش والائتلاف الحاكم، ما جعل المشهد السياسي أكثر هشاشة من أي وقت مضى.

وتشير تحركات رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، المطلوب للمحكمة الجنائية الدولية، إلى أنه بدأ فعليا حملته الانتخابية، مستفيداً من اتفاق شرم الشيخ الذي أنهى الحرب ووضع أسس المفاوضات نحو تسوية دائمة، بوصفه مكسباً سياسياً يسعى لتوظيفه انتخابياً.

لكن المراقبين يؤكدون أن نجاح مفاوضات شرم الشيخ وفق خطة ترامب لم يكن العامل الوحيد وراء هذا التوجه، إذ إن طول أمد الحرب وآثارها السياسية والاجتماعية والاقتصادية، إضافة إلى تراجع مكانة إسرائيل دوليا وحتى داخل الجاليات اليهودية، كلها عوامل دفعت نحو خيار الانتخابات.

وقد اعترف رئيس الحكومة ووزير الدفاع الأسبق إيهود باراك بأن سياسات حكومة نتنياهو المتهورة عرضت وجود إسرائيل ذاته للشك في العالم، وزعزعت ثقة كثير من اليهود بها.

كما يفرض موعد إقرار الميزانية العامة استحقاقات زمنية يصعب تجاوزها في ظل غياب التوافق داخل الائتلاف الحاكم، ما يجعل الانتخابات خياراً واقعياً أكثر من أي وقت مضى.

ويرى مراقبون أن الانتخابات المقبلة ستكون مختلفة عن سابقاتها، ليس فقط بسبب تداعيات الحرب، بل أيضاً بفعل الصراع الداخلي حول هوية الدولة وطبيعتها بين اليمين والوسط، وصورة إسرائيل المتدهورة في الخارج.

ومع أن إسرائيل تقف اليوم على مفترق طرق حاسم، إلا أن المراقبين يحذرون من أن الانتخابات القادمة لن تكون كافية لحسم أزماتها البنيوية العميقة.