
أثار التصعيد العسكري الإسرائيلي المكثف على قطاع غزة، منذ دخول اتفاق وقف الحرب وتبادل الأسرى حيز التنفيذ، موجة من التساؤلات حول دوافع تل أبيب وأهدافها، بعد أن بررت الهجمات بأنها رد على "حدث أمني" استهدف آليات هندسية شرقي رفح جنوب القطاع.
ويرى محللون أن ما يجري يتجاوز مجرد رد فعل ميداني، ويأتي ضمن إستراتيجية إسرائيلية مدروسة تهدف إلى تحقيق مكاسب سياسية داخلية لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الذي يواجه ضغوطا متزايدة قبل انتخابات حزب "الليكود".
وقال الخبير في الشؤون الإسرائيلية محمود يزبك إن نتنياهو يسعى إلى إبقاء أجواء الحرب مشتعلة داخل إسرائيل لأنها تخدم مصالحه السياسية، موضحا أن الهجوم على غزة لا يتناسب مع حجم الحدث الأمني في رفح، الذي لم تتبنه حركة المقاومة الإسلامية (حماس).
وأضاف يزبك أن نتنياهو يحاول توظيف قضية جثث الأسرى الإسرائيليين لزيادة الضغط الداخلي، رغم قناعة الأطراف المعنية بأن بعض تلك الجثث لا يمكن استعادتها، في محاولة –بحسبه– للتنصل من الالتزام بالمرحلة الثانية من اتفاق وقف الحرب.
ميدانياً، أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي مساء الأحد أنه استأنف تطبيق اتفاق وقف إطلاق النار بعد "خرق" مزعوم من جانب حماس، متوعداً بـ"الرد بقوة على أي خرق جديد"، وذلك عقب سلسلة غارات عنيفة وأحزمة نارية استهدفت مناطق عدة في قطاع غزة.
ووفق مصادر طبية فلسطينية، أسفرت الغارات الإسرائيلية الأخيرة عن استشهاد أكثر من 40 شخصاً وإصابة العشرات في أنحاء متفرقة من القطاع، في وقت تتواصل فيه عمليات الإنقاذ والإجلاء وسط دمار واسع ومعاناة إنسانية متفاقمة.