
بعد نجاحها في وضع الأزمة في غزة على مسار وقف الحرب عبر خطة ترامب لوقف إطلاق النار التي دخلت حيز التنفيذ مؤخرا، تستعد إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب لتوسيع جهودها الدبلوماسية باتجاه الملف السوداني، في إطار ما تصفه بسياسة "إطفاء الحرائق" الرامية إلى تسوية النزاعات الدولية وتحقيق مكاسب سياسية ودبلوماسية سريعة.
وتشير مصادر دبلوماسية في واشنطن إلى أن الإدارة الأميركية تسعى إلى وضع الحرب في السودان على رأس أولوياتها خلال المرحلة المقبلة، في محاولة لإنهاء الصراع الدامي الذي تشهده البلاد منذ أكثر من عام، خاصة في ظل تدهور الأوضاع الإنسانية في مدينة الفاشر شمال دارفور، نتيجة الحصار المفروض من قوات الدعم السريع وما رافقه من انتهاكات وجرائم حرب بحق المدنيين، بحسب تقارير أممية.
ويرى مراقبون أن هذا التحرك يأتي ضمن مسعى ترامب لتعزيز صورته كصانع للسلام العالمي وكسب نقاط سياسية في السباق الانتخابي الأميركي، وسط تراجع اهتمام واشنطن النسبي بالحرب الروسية الأوكرانية.
غير أن الفجوة المتزايدة بين الرؤية الأميركية التي تم عرضها خلال اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة الشهر الماضي، ورؤية الحكومة السودانية التي تجسدها "خارطة الطريق" المعلنة في فبراير/شباط الماضي، تمثل أبرز التحديات أمام نجاح أي مبادرة أميركية جديدة لحل الأزمة في السودان.

