وطننا يحكمه عسكري تاجر يرفع تسعرة الدقيق، والأرز،و الشاي، والسكر، ويحتكر في مخازنه كل ما يحتاجه شعب ضعيف، يبحث عن لقمة يصارع عليها الحيوانات السائبة على المكبات والسطوح في طرق ودهاليز أحياء "تغرغ زينه" لعله يسكت الصراخ المدوي في بطنه من فضلات الأثرياء .. سلطته موجهة لنهب مقدرات شعب يستجدى على ملتقيات في أحلاس بالية بين الأجانب من السورين والأعجام، ويموت على أسرة المستشفيات ، وفي أرياف تبعد عن العواصم عشرات الكلمترات بسبب المياه الراكدة والأغذية المنتهية الصلاحية..ويتهكم ويقول:".. يكفي أن يحصل الشعب على الحرية.، والمساواة، والديمقراطية بتجلياتها العصرية.. وأعلنا أن الصحافة حرة، والناس سواسية لافرق بين الأبيض والأسمر والأحمر والقبيلة والجهة ممنوعة -لأنها هي التي نمارس بها سياسة -،والمرأة يمكنها أن تتاجر، وأن تسهر في النوادي الليليه، وتسافر إلى كل العالم، ."..والظلم والقهر شعارات تعج بها الشوارع .. ورائحة القمامة تفوح من باب القصر ومن نوافذه، وفي الحديقة يختلط روث الحمير بحفاظات الأطفال النتنة وصرف المراحيض وتعقد الصراصير والباعوض والذباب اجتماعاتها لإبادة المواطنين والمجموعة الحضرية ترفع شعار من أجل عاصمة عصرية.
وفي طننا.. لن يشرب من مشروع آفطوط، أو أي مشروع لإرواء القرى الريفية، أو يستفيد من الإنارة، أو التعليم أو الصحة، أو من حق له مشروع .. إلا الذين يمتهنون التطبيل السياسي في موكب الرئيس، ويصيحون بمكبرات تطغى على كل الأصوات أنه الوحيد الذي أنشأ الدولة من عدم، وأنها قبله كانت عدم،وحصلوا على شهادة تؤكد تطبيلهم وحبهم ونضالهم من ولد إمباله، وولد أنيني،وولد حبيب الرحمن، وكل طاقم الحكومة وتبركوا من بصاق ولد إنجاك، لأنه سمسار الرئيس.
الرئيس وحده في وطننا يملك النواب والشيوخ.. ويدير الدولة بفكر البيع والشراء،فيشتري ثقة النواب والشيوخ مثل ما يبيع المدارس و"ابلوكات" ليشتري الأسواق والعمارات.
وفي وطننا تعطل المؤسسات : القضائية والدستورية، وتبعث الحياة فيها إذا اقتضت الضرورة.
محمد أحمد حبيب الله