
انطلقت اليوم السبت في نواكشوط أشغال المؤتمر العلمي المغاربي للطب الاستعجالي قبل الاستشفائي، الذي تنظمه مؤسسة العون الطبي الاستعجالي (SAMU) بالتعاون مع الوكالة الإسبانية للتعاون الدولي من أجل التنمية (AECID)، تحت شعار: “معاً من أجل الحد من الوفيات”.
ويهدف المؤتمر إلى تعزيز ثقافة التدخل السريع وإنقاذ الأرواح قبل الوصول إلى المستشفيات، إضافة إلى تبادل الخبرات العلمية والميدانية بين المتخصصين في مجال الطب الاستعجالي من بلدان المغرب العربي وإفريقيا.
وفي كلمة افتتاحية، أوضح المكلف بمهمة لدى وزارة الصحة، الشيخ باي ولد امخيطرات، أن اللقاء يمثل محطة علمية وإنسانية لتكريس قيم حماية الأرواح، مؤكداً أن الطب الاستعجالي قبل الاستشفائي يشكل خط الدفاع الأول عن الحياة.
وشدد ولد امخيطرات على أهمية تطوير مهارات الإنقاذ والتعامل مع الحالات الحرجة، وضرورة تعزيز منظومات الإسعاف والاستجابة للطوارئ عبر شراكات دولية فعالة لمواجهة الأزمات الصحية والكوارث الطبيعية.
من جانبه، أبرز المدير العام لمؤسسة العون الطبي الاستعجالي، المصطفى ولد أربيه، أهمية المؤتمر في توطيد التعاون الدولي وتطوير الطب الاستعجالي في إفريقيا، مشيراً إلى أنه يندرج ضمن جهود المؤسسة لترسيخ الشراكة العلمية والطبية وتطوير التكوين المستمر للأطر الصحية.
وأشاد ولد أربيه بـ الدعم الكبير الذي تحظى به المؤسسة من فخامة رئيس الجمهورية السيد محمد ولد الشيخ الغزواني، موضحاً أن هذا الدعم مكّنها خلال سنتين فقط من سدّ ثغرات حيوية في النظام الصحي والمساهمة في إنقاذ حياة آلاف المواطنين.
كما أكد أن المؤسسة تعتمد رؤية استراتيجية تقوم على التجديد العلمي، وتحديث التجهيزات، وتوسيع الشراكات الدولية للارتقاء بخدمات الطب الاستعجالي في موريتانيا.
بدوره، عبّر سفير المملكة الإسبانية في موريتانيا، بابلو باربارا غوميز، عن اعتزازه بمتانة الشراكة بين موريتانيا وإسبانيا في المجال الصحي، مؤكداً أن موريتانيا تُعد بلداً ذا أولوية في برامج التعاون الإسباني منذ أكثر من ثلاثة عقود.
وكشف السفير عن خطة تعاون جديدة للفترة 2024 – 2027 تبلغ قيمتها 60 مليون يورو، مخصصة لدعم القطاعات الحيوية، وعلى رأسها تعزيز نظام صحي عادل وشامل، مشيراً إلى أن الوكالة الإسبانية تدعم إصلاح المستشفيات وتدريب الأطباء الموريتانيين في تخصصات الطوارئ والتخدير والإنعاش والجراحة، فضلاً عن تمويل قدره 880 ألف يورو لتقوية قدرات المستشفيات وخدمات الطوارئ.
وحضر الحفل عدد من الشخصيات الوطنية والدولية، من بينهم ممثلة منظمة الصحة العالمية في موريتانيا، ومنسقة التعاون الإسباني، إلى جانب كوادر وزارة الصحة وعدد من المهنيين والخبراء في مجال الطب الاستعجالي.

