
شهدت مدينة الفاشر غربي السودان حادثة مأساوية جديدة، تلخص حجم المأساة الإنسانية التي تعيشها دارفور منذ اندلاع موجة العنف الأخيرة، حيث استشهدت أمّ سودانية أثناء محاولتها حماية أطفالها من رصاص مسلحين هاجموا أحد أحياء المدينة.
وقالت مصادر محلية إن المرأة حاولت التوسل للمهاجمين وناشدتهم الكفّ عن إطلاق النار، قبل أن يفتحوا نيرانهم باتجاهها وأطفالها، لتسقط شهيدة وهي تحتضن أبناءها في مشهد مؤلم يعكس فداحة الانتهاكات التي تشهدها المنطقة.
ويأتي هذا الحادث في وقت تتواصل فيه المواجهات المسلحة في إقليم دارفور، وسط تدهور الأوضاع الإنسانية وارتفاع أعداد الضحايا، في ظل عجز المجتمع الدولي عن وقف العنف المستمر منذ شهور.
ويؤكد شهود عيان أن الفاشر تحولت إلى مدينة أشباح، بعدما كانت تعج بالحياة، حيث تتناثر آثار الدمار والخراب في أحيائها، فيما يعيش السكان ظروفًا إنسانية قاسية بين النزوح والخوف وانعدام الخدمات الأساسية.
وقد أثارت الحادثة موجة غضب وتعاطف واسعة على وسائل التواصل الاجتماعي، حيث اعتبر ناشطون أن ما يجري في دارفور يمثل "وصمة عار في جبين الإنسانية"، مطالبين بضرورة تحرك دولي عاجل لحماية المدنيين ووضع حدٍّ للانتهاكات التي تطال النساء والأطفال.
وتبقى قصة تلك الأم السودانية رمزًا للصمود والتضحية، وصورة تختزل معاناة آلاف الأسر في دارفور التي تواجه الموت يوميًا باسم الحياة والكرامة.

