
أعربت لجنة حماية الصحفيين عن قلقها البالغ إزاء الأوضاع في مدينة الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور غربي السودان، بعد فقدان الاتصال بـ 11 صحفياً عقب سيطرة قوات الدعم السريع على المدينة قبل أيام، محذّرة من حملة غير مسبوقة من العنف والإفلات من العقاب تستهدف الصحفيين والعاملين في الإعلام والمدنيين.
واتهمت الحكومة السودانية قوات الدعم السريع بارتكاب فظائع بحق المدنيين أثناء استيلائها على الفاشر، مشيرة إلى مقتل أكثر من ألفي شخص، وتنفيذ إعدامات ميدانية لجرحى وتصفية عاملين بجمعيات خيرية، إلى جانب عمليات خطف وتعذيب موثقة.
وفي السياق ذاته، نددت هيئات صحفية محلية ودولية باعتقال الصحفي السوداني معمر إبراهيم من قبل مليشيا الدعم السريع، الأحد الماضي، وسط تزايد المخاوف بشأن سلامته ومصيره. وأظهر مقطع فيديو متداول الصحفي المعتقل محاطاً بمقاتلين من المليشيا، وهو يعرّف بنفسه مؤكداً أنه اعتُقل أثناء محاولته مغادرة المدينة التي كانت تحت حصار خانق وقصف متواصل منذ مايو/أيار 2024.
وقالت لجنة حماية الصحفيين إنها تحققت من مكان وجود ثلاثة من المفقودين الذين تمكنوا من الفرار، بينما لا يزال الآخرون معزولين عن العالم الخارجي، مؤكدة أنها وثّقت في وقت سابق هجمات واعتداءات واسعة شنتها قوات الدعم السريع ضد المدنيين والصحفيين في الفاشر ومناطق أخرى من السودان.
وحذّرت اللجنة من أن السكوت الدولي لم يعد مقبولاً، داعية إلى تحرك عاجل لحماية حرية الصحافة وسلامة الإعلاميين. وقالت المديرة الإقليمية للجنة، سارة القضاة، إن “ادعاءات قوات الدعم السريع بأنها تستهدف الإرهابيين فقط ليست سوى ذريعة لتبرير القمع، إذ تتكرر الأنماط ذاتها من الإنكار ثم تحويل اللوم فاستهداف الصحفيين الذين يسعون إلى توثيق الحقيقة”، مشددة على أن هذه الانتهاكات تمثل اعتداءً مباشراً على حرية الصحافة وكرامة الإنسان.

