جيبوتي تحيي الذكري ال25 لمؤتمر عرتا للمصالحة الصومالية وتعلن إنشاء معهد إقليمي للسلام

جمعة, 10/31/2025 - 20:17

 أحيت جمهورية جيبوتي، أمس الخميس، الذكرى الخامسة والعشرين لمؤتمر عرتا للمصالحة الصومالية، الذي أنهى عقداً من الحرب الأهلية في الصومال، وأسس لأول حكومة صومالية معترف بها دولياً بعد سقوط نظام الرئيس سياد بري عام 1991.

واحتضنت مدينة عرتا، الواقعة على بعد 42 كيلومتراً شمال العاصمة جيبوتي، فعاليات الاحتفال التي شهدت مشاركة واسعة من قادة منطقة القرن الأفريقي، بينهم الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود وسلفه شريف شيخ أحمد، وأربعة رؤساء وزراء سابقين للصومال، إلى جانب ممثلين عن الاتحاد الأفريقي ومنظمة الإيغاد وجامعة الدول العربية، وحشد من المواطنين الصوماليين الذين شارك بعضهم في مؤتمر عام 2000.

وعلى هامش الاحتفال، افتتح الرئيس الجيبوتي إسماعيل عمر جيله "نصب السلام" في مرتفعات عرتا، تخليداً لذكرى المؤتمر ورمزاً للأمل والمصالحة. ويتكون النصب من ساحة تطل على الوادي تتوسطها شعلة برونزية، إضافة إلى قاعة داخلية تضم وثائق وصوراً وشهادات تؤرخ لمؤتمر عرتا ومسار المصالحة الصومالية.

وفي كلمته، أكد الرئيس جيله أن الاحتفاء بالمؤتمر ليس للتباهي بإنجازات جيبوتي، بل لتجديد الإيمان بقدرة الأفارقة على حل نزاعاتهم بوسائلهم الذاتية. وأعلن عن مبادرة لتحويل النصب إلى معهد إقليمي للسلام يُعنى بترسيخ ثقافة الحوار والتسوية السلمية للنزاعات في القارة.

وأوضح جيله أن المعهد الجديد سيكون منصة دائمة للحوار السياسي وتدريب جيل جديد من القادة والوسطاء، مشيراً إلى أن تجربة عرتا ستظل نموذجاً ملهماً لحل النزاعات الأفريقية بروح التضامن والمسؤولية المشتركة.

وختم الرئيس الجيبوتي كلمته بالتأكيد على أن ذكرى مؤتمر عرتا يجب أن تبقى منارة للأجيال المقبلة، ورسالة متجددة بأن السلام يصنعه الإيمان بالحوار، وأن وحدة شعوب المنطقة هي الضمان لمستقبلها المشترك.