خبير عسكري:الحرب بين الولايات المتحدة وفنزويلا غير مرجحة رغم التصعيد في الكاريبي

جمعة, 10/31/2025 - 21:32

 

استبعد الخبير العسكري والإستراتيجي العميد إلياس حنا اندلاع حرب وشيكة بين الولايات المتحدة وفنزويلا، مؤكدا أن التحركات العسكرية الأميركية في منطقة الكاريبي لا ترقى إلى مستوى التحضير لعمل عسكري واسع النطاق.

وأوضح حنا أن الانتشار الحالي يندرج ضمن سياسة أميركية قديمة تعود إلى عقيدة مونرو لعام 1823، التي كرّست مبدأ الهيمنة الأميركية على نصف الكرة الغربي، مشيرا إلى أن الحشد الراهن لا يتجاوز 10% من القوة البحرية الأميركية.

وبيّن أن الهدف الأساسي من هذا الانتشار هو ممارسة ضغط سياسي ونفسي على النظام الفنزويلي من خلال خلق مناخ تهديد مستمر، بهدف زعزعة العلاقة بين القيادة العسكرية والرئيس نيكولاس مادورو، أو دفعه إلى التفاوض مع واشنطن، التي تسعى – بحسب حنا – إلى تحقيق مكاسب سياسية واقتصادية، من أبرزها الوصول إلى جزء من الاحتياطي النفطي الفنزويلي الهائل.

وتأتي هذه التصريحات تزامنا مع تأكيد الرئيس الأميركي دونالد ترامب أنه لا يعتزم شن ضربات داخل فنزويلا، رغم تسريبات عن دراسة الإدارة الأميركية إمكانية تنفيذ ضربات محدودة ضد مواقع لتهريب المخدرات، مع اقتراب وصول حاملة الطائرات فورد إلى مياه الكاريبي.

وأشار حنا إلى أن السماح لوكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (CIA) بالعمل سرا داخل فنزويلا يدل على وجود مرحلة متقدمة من التحضير تجمع بين الضغط الخارجي والعمل السري الداخلي، في إطار استراتيجية تهدف إلى إنهاك النظام من الداخل.

وفي المقابل، ذكرت صحيفة واشنطن بوست أن الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو طلب من روسيا والصين وإيران دعما عسكريا وتقنيا لتعزيز الدفاعات الجوية لبلاده، في محاولة لتحصينها أمام الضغوط الأميركية المتزايدة.

ويرى حنا أن هذه الخطوات تمثل سعيا من كراكاس إلى خلق شبكة تحالفات توازن التهديد الأميركي، بينما تستخدم واشنطن سياسة “العصا القصيرة” القائمة على استعراض القوة والضغوط الاستخباراتية دون الانزلاق إلى حرب شاملة، معتبرا أن الحرب ليست خيارا واقعيا في الوقت الراهن.

ويختتم الخبير العسكري تحليله بالتأكيد على أن المشهد الراهن يعكس توازنا دقيقا بين الردع المتبادل واستعراض القوة، في مشهد يعيد إلى الأذهان أجواء الحرب الباردة على سواحل الكاريبي.