
قال العقيد المتقاعد أحمد سالم ولد لكبيد إن استقرار الدول وسعادة شعوبها لا يتحقق بالديمقراطية وصناديق الاقتراع وحدها، بل يتطلب وجود قائد قوي قادر على السيطرة على القوات المسلحة ومنع الانقلابات والاضطرابات.
وأوضح ولد لكبيد، في مقال تحليلي، أن التجربة العربية والأفريقية أثبتت أن الديمقراطية الشكلية لا تكفي لضمان الاستقرار، مشيرًا إلى أن الانقلابات العسكرية والفساد والأمية وضعف المؤسسات خلقت بيئة مواتية للفوضى في عدد من دول القارة السمراء والعالم العربي.
واستعرض العقيد المتقاعد نماذج متعددة لدول شهدت سلسلة من الانقلابات العسكرية مثل مالي وبوركينا فاسو وتشاد والنيجر وغينيا وموريتانيا، لافتًا إلى أن موريتانيا وحدها عرفت خمسة انقلابات منذ عام 1978، إضافة إلى عدة محاولات فاشلة بعضها كان داميًا.
وأشار ولد لكبيد إلى أن العديد من الدول العربية لم تكن بمنأى عن هذه الظاهرة، مستشهدًا بانقلاب عبد الفتاح السيسي في مصر عام 2013، ومحاولتي الانقلاب الفاشلتين في المغرب عامي 1971 و1972، إضافة إلى انقلابات هواري بومدين في الجزائر، ومعمر القذافي في ليبيا، وزين العابدين بن علي في تونس.
واعتبر أن تجارب مثل رئاسة محمد مرسي في مصر وسيدي ولد الشيخ عبد الله في موريتانيا وإبراهيم بوبكر كيتا في مالي تؤكد أن الفوز في الانتخابات لا يضمن البقاء في السلطة ما لم يكن الرئيس قادراً على ضبط المؤسسة العسكرية.
وقدم ولد لكبيد التجربة الرواندية مثالاً مضادًا، مشيدًا بالرئيس بول كاغامي الذي "نجح في توحيد شعبه بعد الإبادة الجماعية عام 1994، ومحاربة الفساد وترسيخ الاستقرار"، حتى أصبحت رواندا – بحسب تعبيره – "من أقوى الدول الإفريقية وأكثرها ازدهارًا".
وختم العقيد المتقاعد مقاله بالقول إن القائد الموهوب العادل هو نعمة إلهية تُرزق بها الأمم عندما يريد الله بها خيرًا، مضيفًا أن "الشعوب التي تتمسك بقادتها الأكفاء المخلصين تضمن لنفسها الأمن والازدهار قبل كل شيء".

