
في قصة رمزية من وحي الخيال، تناول الكاتب الموريتاني "الديماني ولد محمد يحي "بإسهاب ظاهرة الفساد المالي من زاوية إنسانية واجتماعية عميقة، عبر شخصية "الشيخ"، المسؤول العائد من المهجر بعد ثلاثة عقود قضاها في الغرب، حاملاً شهادات عليا وخبرة واسعة في مجال التسيير.
وبحسب القصة، عاد الشيخ استجابة لنداء السلطات المنتخبة حديثاً للمساهمة في الإصلاح الوطني، متسلحاً برؤية واضحة وبرنامج إصلاحي طموح، وبصلاحيات وموارد كافية لتحقيق أهدافه. غير أن ضغوط الحياة الاجتماعية ومتطلبات الأسرة والمظاهر المادية سرعان ما دفعت به إلى طريق الانزلاق نحو الفساد، بعدما كان من أشد المنتقدين له.
القصة – كما يوضح كاتبها – تجسد التناقض الذي يعيشه المجتمع في تعامله مع المال العام، وتبرز كيف يمكن أن تتحول المبادئ الصلبة إلى ممارسات فاسدة تحت ضغط الواقع الاجتماعي والثقافي، في إشارة إلى أن الفساد ليس دائماً نتيجة سوء نية، بل أحياناً نتاج بيئة تشجع عليه ضمنياً.
وختم الكاتب نصه بالدعاء قائلاً: "حفظ الله بلادنا من كل مكروه، وزادها رفعة وأمناً ونماءً."

