
كتب العقيد المتقاعد قصة تثير القلق على مستقبل الطفل في بلد يرفع شعار المدرسة الجمهورية...
من باب ..المدرسة الجمهورية ..
في مدخل الحمراء كان لقاؤنا ..
ما أطيب اللقيا بلا ميعاد..
لقاؤنا اليوم أحبابي في الله..أصدقائي على هذه الصفحة..في مدخل مدرسة عقبة بن نافع بمقاطعة عرفات في المنطقة الواقعة خلف بنك BMCI قرب الداية الرابعة..
انظروا الصورة باسفل المنشور فيها ثلاثة مشاهد لكلها حديث ذو شجون..
اذكركم بشخصي البسيط ..انا العقيد المتقاعد أحمد سالم ولد لكبيد..عندي ولدان يدرسان في هذه المدرسة..
وتم اختياري من طرف الآباء كمنسق لهم وانشانا منصة على الواتساب للتعاون انا مشرفها..
القصة الأولى: قصة الباب الذي لا يوجد..
مولت وكالة تآزر خلال هذه السنة مشاريع بناء وترميم داخل بعض المدارس..ومنها مدرستنا حيث تم ترميم جدارها من جهة واجهتها وبناء منزل صغير للحارس..
ولكي تقوم الشركة المقاولة بمهمتها نزعت باب المدرسة ووضعته جانبا وهو عبارة عن قضبان tubes carrésحديدية ملصقة فيما بينها..
وذات يوم خلال العطلة الماضية، قرر عمال الشركة المقاولة أن يأخذوا الباب المنزوع على طريقة نشالة الحديد أو "الكولابه".. فحملوه في شاحنة تابعة للشركة لمصيره المعروف..
وقد وقعت العملية أمام الحارس وزوجته وضيف عندهم.. وظنوا ان العمال ذهبوا بالباب لإصلاحه ..
ولما ابلغوا مدير المدرسة تحدث إلى مدير الشركة فطمأنه أن المشكلة بسيطة وأنها ستسوى وستحصل المدرسة على باب أفضل..ولكن هيهات فالأمر لم يحصل وما زال لم يحصل..
على كل حال، فتحت المدرسة وهي بدون باب..
وكان إنعدام الباب مشكلة في الحقيقة، لان الأطفال يخرجون إلى مأكولات غير صحية معروضة امام المدرسة، مما سبب إصابة بعضهم بأمراض صعبة.. ثم إن شتى الناس بما فيها المجانين أخذت تدخل على الفصول بطريقة فوضوية..!
تحركنا نحن الآباء وتحدثنا مع المدير فقال أنه يتحكم في مدير الشركة لأنه لن يسلمه افادة بتسلم الإنجاز الا اذا اعطى الباب..
وبوصفي منسقا للآباء تحركت واتصلت مرتين بوكالة تآزر في تفرغ زينه..ووعدوني بأنهم سيسعون لحل المشكلة..
ولكنني عندما اتصلت بمدير الشركة قال لي ما معناه أنهم لو وضعوا الشمس في يمينه والقمر في يساره فلن يوفر بابا للمدرسة ..وختم الكلام بقوله: اتصل بأي جهة شئتها..
اتصلت بالمدير الجهوي للتعليم فاتصل بدوره بالمدير الجهوي للأمن واخبرني أنه بعث رسالة للحاكم في الموضوع..
وفرحنا وحسبنا الأمر انتهى ولكن هيهات.. مضت أيام والمدرسة بدون باب .. تواصلت المشكلة والمعاناة..
فقررت زيارة المدير الجهوي للأمن في مكتبه واخبرته بأن لدينا ثلاثة شهود على عملية السرقة..لكنه قال لي ان الشرطة لن تجري تحقيقا الا إذا أمر الحاكم بذلك..
فاتصلت بالحاكم مرتين ولم يحالفني الحظ حتى الآن في لقائه او لقاء نائبته.. سازوره غدا ان شاء الله..
وفي هذه الاثناء بدأنا نجمع مبلغا لشراء باب للمدرسة وساعد فيه بعض الخيرين ..فكما قلت لكم نحن نتعاون ماليا من أجل صالح المدرسة ..نجمع المال بخمسمائة اوقية والف والفين..وقد اشترينا المكنسات ومواد النظافة للمدرسة واجرنا عاملة لتنظيف الاقسام والمراحيض التي كانت خارج الخدمة، واجَّرنا اليوم عاملا لافراغ فونصات..الخ.
في نهاية القصة انا حزين ..لاني فكرت لماذا اذهب انا تحديدا الى تآزر مرتين ..ولماذا استجدي المسؤولين..في أمر هم مسؤولون عنه..؟
المدرسة الجمهورية فكرة جيدة وانجاز مهم انتظره الموريتانيون طويلا.. ولكن برأيكم هل تعبر مشكلة هذا الباب عن الجدية في إنشاء هذه المدرسة واصلاح التعليم..؟
القصة الثانية:
ترون في الصورة بيت مجمع للكهرباء تابع لشركة سونلك..وهو يغذي منطقة كبيرة من عرفات..حدثني البعض أن اصواتا تصدر منه أحيانا..وعلى كل حال جدرانه بها بعض الخدوش أو"لفلوحه"..
ناقشت ذات يوم مع "أركاني الخاصة" من الآباء مشكلة المجمع ..فقال البعض إنه خطير على حياة التلاميذ وقد ينفجر عليهم..وقال البعض أن شركة الكهرباء "كازره" أرض المدرسة..وقال بعض "المستشارين المقربين" ان نقله الى مكان آخر هو سابع المستحيلات..!
وفي الاخير اتخذ مجلسنا اقرار هو أن نتصل بشركة الكهرباء ونتفاوض معها على أساس أن تلتزم بأجر شهري للحارس الذي لا راتب لديه فهو متطوع..مقابل سكوتنا عن وجود المجمع في المدرسة..وفعلا اتصلت بجهة في شركة الكهرباء، ولما طرحت الأمر عليهم لاحظت من نظراتهم ان إحترامهم لي تضاءل واعتبر بعضهم كلامي شطحة جذب من شطحات الأسرة..!
بصراحة يؤلمني حال الحارس فهو رب أسرة وتطوع للحراسة للحصول على سكن في المدرسة، لكن السلطات قررت مؤخرا بناء مسكن صغير لا يصلح الا لشخص واحد للحارس (انظر الصورة ) ..وذلك لأن مساكن الحراس حسب رأي من التقيت بهم، تشوه محيط المدرسة..
فبادر المسكين لتأجير شبه منزل خارج المدرسة، وواصل الحراسة أملا أن يتم ترسيمه ذات يوم عاملا بعد سنوات من الإنتظار..
العقيد المتقاعد أحمد سالم ولد لكبيد

