
شهدت محكمة مقاطعة كوك بولاية إيلينوي الأميركية تطورًا قضائيًا لافتًا، بعدما أدلى الموريتاني محمدو ولد صلاحي بشهادته ضد محقّق سابق في شرطة شيكاغو يُدعى ريتشارد زولي، متهمًا إياه بقيادة عمليات تعذيب ممنهج أثناء احتجازه في معتقل غوانتانامو.
جاءت الشهادة ضمن جلسات لإعادة النظر في إدانة أنتوني غاريت، المتهم بقتل طفل يبلغ من العمر 7 سنوات عام 1992 في أحد أحياء شيكاغو. وتستند هيئة الدفاع إلى أن اعترافات غاريت انتُزعت تحت الضغط والإكراه، مشيرة إلى سجل زولي في استخدام أساليب قسرية سواء في الشرطة أو في التحقيقات العسكرية.
ولد صلاحي، الذي قضى 14 عامًا في غوانتانامو دون محاكمة، أكد في شهادته عن بُعد أن زولي أشرف على تعذيبه عبر الحرمان من النوم، والتكبيل، والتهديد، والإهانة، والضرب، ما أدى إلى أضرار جسدية ونفسية بالغة.
ورغم اعتراض الادعاء على إدراج الشهادة باعتبار أن سياق التحقيق العسكري لا يُقارن بالتحقيق الجنائي، اعتبرت القاضية أدريان ديفيس أن إفادة ولد صلاحي "جديرة بالاعتبار" في مراجعة الإجراءات السابقة، ما يفتح الباب أمام احتمال إعادة محاكمة غاريت في واحدة من أكثر القضايا إثارة للجدل في تاريخ القضاء المحلي.

