يعيش المواطن في الأحياء الشعبية المنتشرة في أطراف العاصمة نواكشوط حالة من الفقر المدقع يعجز فيها عن توفير لقمة عيشه ولمن يعيل، وقد ارتفع مؤشر حالة الفقر في هذه الأحياء مع السنوات الأخيرة بشكل كبير، وذلك بفعل انتشار البطالة بين المواطنيين في هذه الأحياء والذين كانوا يعتمدون في جلب رزقهم على الأعمال اليدوية الحرة مثل : البناء وضرب اللبن "ابريك"ووغسيل الأفرشة والحمل والتفريغ وهي أعمال احتوتها يد الصينيين الذين سيطروا على جميع الحرف التي كان هؤلاء يقتاتون من دخلها الأمر الذي فاقم انتشار البطالة بين السكان.
وهذه الحالة المزرية اضطرت المواطنون من سكان هذه الأحياء الى الاستجداء على الشوارع والتزاحم على أبواب المصارف والإدارات يتسولون لعل وعسى أن يجدوا مايسكتون به الجوع المدوي في بطونهم وبطون أطفالهم .
وتتجاهل السلطات حالة الفقر الخطيرة التي قد تدفع بأهلها إلى التفكير بأساليب خارجة عن القانون مضطرين بسبب العجز الذي يحسون به بفعل الفقر، في الوقت الذي تعيش طبقة أخرى حالة من الثراء الفاحش جعلتهم يسكنون القصور ويركبون الفاره من مديلات السيارات.
ويقوى هذا الإحساس شيئا فشيئا خاصة مع فترة الأعياد في المظاهر الكبيرة التي تبُرز بجلاء مدى الفوارق الشاسعة بين هؤلاء الفقراء الذين اضطروا للاستجداء لتوفير اللقمة والأغنياء الذين يرمون بالأطعمة على الأرصفة والشوارع وحاويات القمامة،على عيون المحرومين منها.